استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - تربية الأبناء
رقم الفتوى 12244
نص السؤال مختصر

فتاة أُجبرت على الحجاب وهي له كارهة، فما العمل ؟

نص السؤال الكامل

فتاة تلتزم اللباس المحتشم لكنها و بشكل دائم تتمنى لو أنها تعيش في عائلة لا تلتزم باللباس الشرعي، و هي تلتزمه لأجل أهلها، وتُسمع منها عبارات تظهر خللاً إيمانياً، و بالأخص عندما يتعلق الأمر بالتفريق بين المرأة والرجل من حيث اللباس و من حيث طاعة الزوجة لزوجها و خضوعها له، علماً أن العائلة ملتزمة فالأب و الأم يعملان في الدعوة إلى الله، وتأخر الأهل بإلباسها الحجاب الشرعي حتى وصلت سن الثالثة عشرة و قبل البلوغ طبعاً، نتيجة عدم قناعتها به حتى اضطر الأب لإجبارها عليه وبقيت عدة أيام لا تخرج من المنزل مع أنها ملتزمة بالصلاة و بدون تذكير أو تنبيه و هي كثيرة القراءة للكتب، فما العمل ؟

الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، لا شك أن الأهل يتحملون جزءاً من هذه المشكلة لتقصيرهم الكبير في بناء عقيدة أولادهم، والتزامهم بالدين لا يعفيهم من الإثم، ولا يشفع لهم اجتهادهم في دعوة الناس للخير إذ قصروا في حق فلذة أكبادهم.

ثانياً، ما أقطع به أن الأمر أكبر مما يُرى على الفتاة، وأن ما تخفيه أعظم.

ثالثاً، ينبغي العلم في أي الكتب تقضي وقتها، فالكتاب كالطعام قد يكون مفيداً وقد يكون ساماً مهلكاً، وغالب الظن أنها مفتونة باتجاه معين من الكتابات التي تهتك الدين هتكاً {بشكل مباشر أو غير مباشر}.

رابعاً، ينبغي تحليل شخصية الفتاة ومدى وعيها، وما يستهويها، ومن أين تؤتى من حيث تهوى، فإن كانت مفتونة مثلاً بالعقل والعلم حُدّثت بالدين من قبل العقل والعلم، وينبغي أن يكون محدثها ذا أسلوب مُرضٍ عندها لتفتح قلبها له، وتحدثه بما تخشى قوله أمام والديها، فيبدأ النقاش بالعقائد ويُختم بمناقشة الفروع الفقهية.

خامساً، بقاء الحال على ما هو يفضي للإلحاد أو لارتدادها عن الدين {وأظنها وقعت أو قاربت}، ولا يظهر ذلك منها إلا حين تسنح الفرصة، فليسارع الأهل في تشخيص المرض، ومعالجته. نسأل الله لهم التوفيق وأن يهديها سبل الرشاد.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/27

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به