الفقه الإسلامي - نظام العقوبات ، الجهاد ، نظام الحكم - الحدود و الجنايات - أحكام الحدود و الجنايات
رقم الفتوى 12205
نص السؤال مختصر

ماهو عقاب اللواط والسحاق في الدنيا والآخرة ؟ وهل لمن فعل ذلك توبة وماحكم صداقة هؤلاء ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

في السؤال ثلاثة أمور:

الأول : مما ينبغي أن يعلم أن الأمة قد اتفقت من عهد الصحابة الكرام إلى يومنا هذا سلفاً عن خلف أن السحاق واللواط من كبائر الذنوب والآثام وأن من يقع في أحدهما فقد شذّ عن فطرة الله التي فطر الناس عليها ،أما عقوبتهما فتختلف بين السحاق الذي اتفق الفقهاء على التعزير فيه ويترك الأمر للقاضي الذي يقدر الظرف المخفف للعقوبة أو المشدد حسب الحالة والشخص والفساد الذي يوقعه على الفرد والمجتمع.

أما اللواط فقد اختلف الفقهاء في عقوبته فمنهم من قال عقوبته القتل مطلقاً ومنهم من قال كالزاني محصناً أو غيره ومنهم من قال غير ذلك .

ويكفي في التنفير منهما ما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا اسْتَحَلَّتْ أمَّتِي سِتّاً فَعَلَيْهِمُ الدَّمَارُ : إِذَا ظَهَرَ فِيهِمُ التَّلَاعُنُ ، وَشَرِبُوا الْخُمُورَ ، وَلَبِسُوا الْحَرِيرَ ، وَاتَّخَذُوا الْقِيَانَ ، وَاكْتَفَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ) .

الثاني: باب التوبة مفتوح إلى قيام الساعة أو حتى تغرغر الروح ولا ينبغي أن نشمت من عاص مهما بلغ قبح ذنبه بل ننظر إليه بعين الرحمة والشفقة على ما ابتلي به من الذنوب والخطايا ونؤمله بسعة رحمة الله تعالى إن عاد عن فعله.

ثالثاً: أما صداقة من يقوم بهذا الفعل الشنيع فيختلف حسب الدافع لهذه الصداقة وحسب طبيعة الشخص نفسه فإن من يرى في نفسه ضعفاً في الشخصية وبعداً عن مقومات الدعوة والإصلاح فينبغي أن يفرّ ممن يقوم بهذا العمل فراره من المجذوم ، لأن المصاحب بمن يصاحب يقتدي أما كامل القريحة وثابت الجنان فلا يخشى عليه شيء إن أراد الإصلاح بل يقتحم اللجج حتى يفتح الله عليه بالتائبين العائدين إلى صراط الله المستقيم.

والله تعالى أعلم

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/12/21

المفتي


الأستاذ يحيى محمود المصري

الأستاذ يحيى محمود المصري

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به