استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - هموم الشباب |
|
---|---|
رقم الفتوى | 12136 |
نص السؤال مختصر | رزقي قليل فكيف يبارك لي في مالي ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فبركة المال تتعلق بعدة أمور : أولاً، تقوى الله، قال تعالى حكاية عن سيدنا نوح عليه السلام : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود : 52]، فإن كان الاستغفار والتوبة يجلبان الرزق فمن باب أولى ترك الحرام بداية. ثانياً، كيفية أخذه : قال صلى الله عليه وسلم : {إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذه بطيب نفس ؛ بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس ؛ لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع}. قال النووي في شرحه على مسلم : [قال العلماء : إشراف النفس تطلعها إليه وتعرضها له وطمعها فيه . وأما طيب النفس فذكر القاضي فيه احتمالين أظهرهما : أنه عائد على الآخذ ، ومعناه : من أخذه بغير سؤال ولا إشراف وتطلع بورك له فيه . والثاني : أنه عائد إلى الدافع ، ومعناه : من أخذه ممن يدفع منشرحاً بدفعه إليه طيب النفس لا بسؤال اضطره إليه أو نحوه مما لا تطيب معه نفس الدافع]. انتهى. وهذا فيمن أخذ المال هبة، أما من كان المال حقه كالذي يأخذه ثمن سلعته أو مقابل عمله فلا يدخل بالحديث، ومن كان بحاجة واضطرته الظروف لطلب المال فلا يدخل في الحديث وإن تطلعت نفسه للمال، لأن تطلعه ليس تطلع طمع إنما تطلع حاجة. ومن تمعن بالحديث علم يقيناً أنه من باب أولى أن من جمع ماله من حرام لم يبارك له فيه. ثالثاً، شكر هذه النعمة : قال تعالى : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [ابراهيم : 7]، وشكر نعمة المال يكون : - بحفظه : ومن صور ذلك حفظ الطعام وبقاياه من الهدر، ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على ألا يُهدر من الطعام شيء قال : {إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل، حتى يلعق أصابعه ؛ فإنه لا يدري في أي طعامه البركة}. - وبالتصدق منه ولو باليسير، قال صلى الله عليه وسلم : {قال الله : أنفق يا ابن آدم، أنفق عليك}. - وبعدم إسرافه وتبذيره، قال ابن عابدين الحنفي رحمه الله تعالى في التّفريق بين الإسراف والتّبذير : [والتّحقيق أنَّ بينهما فرقاً، وهو أن الإسراف: صرف الشّيء فيما ينبغي زائداً على ما ينبغي، والتّبذير: صرف الشّيء فيما لا ينبغي] انتهى. رابعاً، حسن التدبير : وهذا تتقنه أمهاتنا في طبخ ما كاد أن يفسد من الطعام، والبحث عن أرخص سعر للسلعة وغير ذلك. خامساً، ابتداء العمل والجد في الصباح الباكر : قال صلى الله عليه وسلم :{اللهم بارك لأمتي في بكورها}، والأفضل أن يبدأ يوم المسلم حين السحر، قبل الفجر بنصف ساعة مثلاً، فيصلي ويدعو ويستغفر ثم يصلي الفجر في المسجد، ثم يذهب لعمله. سادساً، صلة الرحم، قال صلى الله عليه وسلم : {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ}. سابعاً، الدعاء بالبركة : وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة في الطعام وغير ذلك، منها قوله عليه الصلاة والسلام : {اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين}. نسأل الله أن يرزقنا ويرزق منا، وأن يبارك لنا فيما رزقنا. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/12/07 |