العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 12083
نص السؤال مختصر

هل صحيح أنه توجد تابعة لتعطيل زواج الفتاة ؟ وماهي الآيات لمن تأخر زواجها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فهذا مما تشغل نفسها به الكثير من النساء، ولا دليل عليه لا من القرآن ولا من السنة، بل نصوص الوحي تُرشد للأخذ بالأسباب، قال صلى الله عليه وسلم للشباب : {يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة ؛ فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع ؛ فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء}.

والأخذ بالأسباب مطالب به كل مسلم، ذكراً كان أم أنثى، ومن أخذ الفتاة بالأسباب : تهيؤها لنفسها بالصلاح والأدب وتحمل مسؤولية الزواج وما يترتب عليه من تربية وغير ذلك.
فمن تزوجت ولم تأخذ بالأسباب فجميعنا يرى حقيقة كيف حُرمت السعادة في بيت الزوجية، وإن تظاهرت في بعض الأحيان بأنها تعيش حياة زوجية مثالية، لكن من خالطهم حق المخالطة علم العذاب العظيم الذي خالط أرواحهم.

ومن أخذت بالأسباب فقد عملت بقوله صلى الله عليه وسلم :{احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان الرجيم}.

فإن لم تتزوج فلتعلم أن نجاحها في الحياة لا يتوقف على الزواج، فكم من امرأة {من السلف والخلف ومن المعاصرات} تركت أثرا فاق أثر ألف ألف رجل، وهذا على سبيل الحقيقة لا المجاز والمبالغة، وكتب التراجم تشهد، وأخبارهم وسيرهم تنبئ عن ذلك، وقد يكون في الزواج مضرة لها فمنع الله عنها الضر رحمة بها، فكم من فتاة كان زواجها نقمة عليها ليس بنعمة، وكم من ولد عاق تمنّت أمه لو لم تتزوج أصلاً، و رب زواج أتى متأخراً خير من زواج أتى مبكراً .

فكم من فتاة كان زواجها خيرأً من صاحباتها اللواتي تزوجن قبلها، فلتأخذ الفتاة المسلمة بالأسباب ولتتقي ربها ولتسلم أمرها لرب الأرباب، وما اختاره الله لها خير مما تختاره هي لنفسها.

ولم يرد دعاء معين في تيسير الزواج، وللمرء الدعاء بما يفتح الله عليه وييسر به لسانه، ولعل التضرع بالدعاء وقضاء حوائج الخلق - بعد الأخذ بالأسباب - لمن أكثر القربات نفعاً في قضاء الحوائج، قال صلى الله عليه وسلم : {ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته}.

بعد ذلك إن تزوجت ابنتنا أو لم تتزوج فلتعلم أن ذلك خير لها وأقرب رحماً.
نسأل الله لبناتنا الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/29

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به