ما هو السنّ المناسب لإعطاء الابن الهاتف المحمول ؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فلا يوجد عمر محدد يمكن أن يكون معياراً لذلك ، والمعول عليه نضج الطفل ووعيه وشعوره بالمسؤولية.

فإعطاء الطفل هاتفاً حديثاً مزوداً بالانترنت والألعاب الإكترونية خطأ فادح يرتكبه الأهل في حق أبنائهم، ولا يتنبه الأهل لمخاطر ذلك - غالباً - إلا بعد أن يصبح ابنهم مدمناً ويصبح العلاج  صعب جداً، ومن وجوه الإدمان الناتجة عن ذلك {إدمان تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ، إدمان الألعاب الإلكترونية ، وإدمان الأفلام الإباحية}.

ومعلوم أن الطفل في هذا العمر يميل إلى الاستقلالية وإثبات الذات، ويُقارن نفسه بأقرانه، ولأصدقائه تأثير كبير جداً على شخصيته وفكره، من هنا كانت أهمية الصحبة الصالحة وارتياده للمساجد وحسن اختيار مدرسته.
فإن أحاط به أصحاب سوء كان من الصعب ضبط سلوكه، بل يؤدي ذلك لتفلته لا محالة إن لم يكن قد أسس بنيانه على الصلاح والتقوى.

لذا مهما استطعنا إبعاد الطفل والشاب عن الأجهزة الإلكترونية كنا لسلوكه أضبط.

ومن الأمور التي تساعد الأهل في ضبط تعامل أطفالهم مع الأجهزة الإلكترونية :
1- بناء علاقة ثقة مع الطفل من خلال الحوار البناء.

2- توعية الطفل على مخاطر الأجهزة الإلكترونية عامة، وعلى الإنترنت خاصة، وتأثيرهما على الجسد والدماغ، وكيفية الاستفادة منهما بتنمية المهارات وتعلم العلم.

3- تحديد وقت للتعامل مع الأجهزة، وبحسب توصيات الجمعية الاميركية : [ فأقل من سنتين لا يسمح أبداً ،ومن ثلاث سنوات إلى خمس فساعة واحدة باليوم لا أكثر.ومن ست سنوات إلى ثماني عشرة سنة فساعتان.]
غير أن الطفل بعد الأربع عشرة سنة يصعب عليه تقبل الاقتصار على ساعتين يومياً، فيمكن للأهل زيادة التوقيت لكن مع الحرص على تقليلها قدر الإمكان.

4- عدم اقتناء الطفل هاتفاً خاصاً به ، فيمكنه استخدام هاتف أمه أَو أبيه، أو هاتف الأسرة، { أما هاتف للاتصال فقط فلا حرج في أن يقتنيه}.

5- عدم السماح له بإدخاله لغرفة نومه.

6 - ألا يكون للهاتف كلمة سر.

7- العمل على تنبيه الطفل على التطبيقات والكتب الإلكترونية المفيدة فلعله يعلق قلبه. و يستثمر وقته في المفيد.

أخيراً، يُنصح بأن يقرأ الأهل كتاباً واحداً على الأقل في تربية الأبناء، ولو بضع صفحات منه يومياً، ومع الصبر والدعاء تكون المهمة أيسر بعون الله تعالى.

نسأل الله أن يجعل أطفالك قرة عين لك في الدنيا والآخرة.
والله تعالى أعلم.