استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 11990 |
نص السؤال مختصر | فترت عن العبادة حتى تركت الصلاة ومللت من كل عبادة فما العمل ؟ |
الجواب مختصر | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فإن النفس كالبدن تُنهك بالكثير من الجهد، لذا ينبغي أن يكون إقبال المرء على العبادة متزناً، وإلا أضر بنفسه ودينه، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون ؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام، وإن قل. وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم : إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه. قال ابن حجر في فتحه :[أي لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملل، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة] انتهى. كما أن من الاتزان الترويح عن النفس، لتستطيع أداء العبادة دون ضجر ودون ترك لها، وخاصة لما يتعرض له المرء في حياته اليومية من ضغط ومشاكل وعقبات تؤثر على استقراره النفسي. اتفق أهل السنة على أن الإيمان يزيد وينقص، ويقصدون بذلك أنه يزيد بالأعمال الصالحة وينقص بالسيئات، وجميع المسلمين بلا استثناء، من علماء وصالحين وغيرهم، يمرون بأوقات تكون حالتهم الإيمانية فيها عالية جداً، وأوقات آخرى هم فيها على غير ذلك، تماما كالمخطط البياني، يعلو وينخفض، لكن ينبغي ألا يتخطى الخط الأحمر، وهو ترك الفرائض، فالصلاة ركن، مهما كانت ثقيلة على النفس ينبغي ألا تُترك بحال، فمن ترك صلته بربه فمن يعينه على دينه ودنياه ؟
{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الأنعام : 142].
فقارئ كتاب الله يجد فيه تفاصيل حياته التي يعيشها، مشاكله وهمومه، كيف يُصلح ما أفسده، وكيف يُكمل المسير. وليستعن بمقاطع قصيرة أو مطولة لأحد الدعاة الذين يحبهم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/11/10 |