استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - تربية الأبناء
رقم الفتوى 11952
نص السؤال مختصر

نقيم في دولة أوربية وأعمل مدرسة في مسجد، قال لي أحد طلابي صاحب الثمان سنوات أنه لا يؤمن بالله، وأنه يأتي للمسجد مجبراً، فما العمل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فهذه جرثومة انتقلت إليه من مدرسته بلا شك، وفي مثل حالته الكثير من الآنسات من تزرع في طالباتها بذور الإلحاد والأهل في غفلة معرضون.
العلاج يكون على ثلاثة مراتب، الأول :
 - التحدث مع الأهل بذلك والتعاون معهم على تنبيه الطفل إلى قانون السببية بأمثلة واقعية بشكل مباشر وغير مباشر، بأنه لا بد لكل شيء حادث من محدث، أي لا بد للسيارة من صانع، كذا الحاسب وغيره، ولا بد للألم الحادث للطفل من شيء سببه له كضرب إنسان آخر له، أو ارتطامه بجماد، والأمثلة في ذلك كثيرة.


 - وينبغي متابعة ما يحصل معه في مدرسته ومعرفة من أين وصلته هذه الفكرة، فإن كانت آنسته من فعلت ذلك فلا بد من حديث الأهل معها بحدة مخافة أن تكرر ذلك سواء مع طفلهم أو غيره ثم نقل الطفل لمكان آخر ، إذ لا تستأمن على أبنائنا.


 - وينبغي في كل ذلك التعامل مع الطفل برفق ولين وإلا أحدثنا له نفسياً ما يصده عن الدين وأهله عاجلاً أم آجلاً.

 - وينبغي ترغيبه بكل الأساليب المتاحة ليرى أن الدين ليس عبئاً عليه وأنه سبيل لنجاته في الدنيا والآخرة، كما ينبغي أن يرى الإسلام مطبقاً في بيته وإلا شعر أن ذهابه للمسجد من التقاليد البالية التي ينبغي التخلص منها مع الوقت !

 - فإن لم يستجب الطفل وشعر الأهل بتفلت زمام الأمور من يدهم فليعودوا لبلد إسلامي بأسرع وقت ، ففقرهم في الدنيا خير من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة ، قال صلى الله عليه وسلم :{ والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها }.
فإن أبوا إلا البقاء ضاع ابنهم منهم كما ضاع كثيرٌ من قبله ممن أهملهم أهلوهم وفضلوا رخاء دنياهم على سلامة آخرتهم.
نسأل الله أن يحفظ المسلمين وأبناءهم في كل مكان.
والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/11/03

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به