استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة
رقم الفتوى 11863
نص السؤال مختصر

قريبتي فُضحت بذنبها، مما أحرجني أمام طلبتي ومحيطي، كيف أتعامل مع هذه المشكلة ؟

نص السؤال الكامل

أعمل بمعهد تحفيظ قران متخرجه علوم شرعية..ولدي الكثير من الطلاب والطالبات في منطقتي، لكن قبل أشهر حصل أن إحدى قريباتي ارتكبت ذنبا، فقد خانت زوجها مع عشيقها، لكن لايوجد زنى والعياذ بالله، واكتشفها لكنه سترها عدة مرات وحذرها الى أن طلقها قبل شهرين، أنا كداعية مايجب أن يكون موقفي تجاهها ؟ خصوصا أنها لم تبدِ ندما أو توبة، وأنا بقمة الخوف أن تموت على ذنبها عياذا بالله، علما أني لم ألقها بعد ذاك الفعل الشنيع أبدا، لأني فقدت ثقتي وكرامتي بين الطالبات كوني خالتها، والحديث عنها الان حديث الساعة!

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فالأصل أن الداعية يدعو الملتزم للثبات، وغير الملتزم للالتزام، وغير المسلم للإسلام، فمن أصر على ذنبه بعد ذلك فلا يضرنا ذنبه، ولا يعيقنا عن إتمام عملنا ودعوة غيره، قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة : 105]، وإن كان ابنا أو بنتا، قال تعالى:

{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)} [هود : 42-43].
فنرى كيف نادى سيدنا نوح ابنه فأبى فاكمل حياته الدعوية دون ابنه، ولم يضره كفره، وكذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حاول جاهداً مع عمه أبي طالب، وفي الحديث أنه لما حضرته الوفاة دخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال : " أي عم، قل : لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ". فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب. ونزلت :

{ إنك لا تهدي من أحببت }.
وكذا الكثير من العلماء ابتلوا بكفر أحد أفراد أسرتهم، أو فسقه، ولا ضير طالما اجتهد العالم في تقويم معتقده وسلوكه لكنه أبى وأصر.
وينبغي توضيح ذلك لمحيطكم من الأهل ولكل من يتكلم بالقصة، وحاولي التكلم معها ودعوتها فهي أحق بالدعوة من طالباتك، وأكثري لها الدعاء، عسى الله أن يجتبيها على يديك، ولا شك أن المسألة تحتاج وقتاً كما استهلكت وقتاً طويلاً حتى وصلت إلى هذه النتيجة، ولعله كان هناك تقصير من قبل الزوج أو الأهل في معالجة الأمر بعد علمهم بتواصلها مع ذاك الشاب، والله المستعان.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/21

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به