الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلاة على الميت و أحكام الجنائز
رقم الفتوى 11850
نص السؤال مختصر

حكم زيارة المرأة القبور وما حكم تخطيها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

لا حرمة في تخطي القبور للرجل أو المرأة.
أما حكم زيارة المرأة للقبور:

ذهب جمهور العلماء: إلى جواز زيارة النساء للقبور؛ لحديث المرأة: التي مر النبي ﷺ بها وهي تبكي عند قبر، فقال لها: (اتقي الله واصبري) . فقالت له: إليك عني؛ فإنك لم تصب بمثل مصيبتي، فانصرف الرسول ﷺ عنها، فقيل لها: هذا رسول الله ﷺ، فجاءت إليه تعتذر،  فقال لها: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) ؛ فالنبيﷺ شاهدها عند القبر ولم ينهها عن الزيارة، وإنما أمرها أن تتقي الله وتصبر
- ولأن الزيارة من أجل التذكير بالآخرة، وهو أمر يشترك فيه الرجال والنساء، وليس الرجال بأحوج إليه منهن.

و كره الإمام أحمد زيارة النساء للقبور كراهة لا تصل إلى التحريم ؛ لحديث أم عطية: «نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا» .
وقال: إذا كانت المرأة منهية عن اتباع الجنائز فلأن تنهى عن زيارة المقابر من باب أولى.
ومعنى قولها :(ولم يعزم علينا) أي:لم يتأكد النهي علينا.

وسبب الكراهة:
- أنه غالباً يجري منهن ما ينافي الصبر الواجب، ولديهن من الرقة والضعف وعدم التحمل ما يجدد لهن الحزن، والبكاء، وذكر المصائب.
- و يخشى أن تجر زيارتهن للقبور إلى أن يأتين من الأقوال والأفعال ما يخرجن به إلى فعل المحرم من ندب، ونياحة، وصياح، ولطم للخدود، وشق للجيوب، لقلة صبرهن، وقوة جزعهن، ورقة قلوبهن.
- ولقول رسول اللهﷺ : (لعن الله زوارات القبور ).

قال القرطبي: اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة.
- ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج والتبرج.
وما ينشأ من الصياح، ونحو ذلك.

والراجح: أنه إذا أُمن جميع ذلك فلا مانع من زيارتها ، لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/20

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به