العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الملل و النحل
رقم الفتوى 11823
نص السؤال مختصر

ماحكم الانضمام للصوفية ؟ وهل السلفية والأشاعرة من أهل السنة والجماعة ؟ وأي المذاهب الفقهية ينبغي اتباعها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فالكلام في هذه المسألة يطول، ولكن نجمل القول في ما يلي :
- أهل السنة في الاعتقاد على ثلاثة مذاهب : أهل الحديث { السلفية }، والأشاعرة، والماتريدية.
- اتفقوا في أصول العقائد { أركان الإسلام والإيمان وغيرها}، واجتهدوا في الفروع، واختلاف نتائج الاجتهادات أمر لا بد منه، ولا يضر، طالما أنهم كلهم على خير وأن كلاً منهم تحرى الحق وبذل جهده في الوصول إليه، قال صلى الله عليه وسلم :{إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ}.
- لا يخلو مذهب من المتعصبين والمنصفين، الغلاة والمعتدلين.
إن أغلب المختلف فيه بين أهل السنة لا يضر المسلم جهله به، ولو مات على جهله به لما سأله الله عز وجل عنه.
- يسعى المتعصبون من كل مذهب في احتكار الحق، وتسفيه المخالف، وتشويه صورته، وإخراجه من أهل السنة والجماعة، بل إن الغلاة يكذبون على لسان المخالف.
- على العامي ألا يخوض في هذه المسائل وتركها للعلماء، لأن قوله فيها هو من القول بلا علم وترديد لقول غيره، قال تعالى :{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36].

أما المذاهب الفقهية المتبقية إلى عصرنا الحالي فهي أربعة، المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي، ولا علاقة لها بالاعتقاد، فلا يُشترط كون الحنبلي سلفياً، والشافعي أشعرياً، وللمسلم أن يدرس أي المذاهب الفقهية شاء، فكلها على خير، والمذموم هو التعصب لأحدها، دون اتباع للدليل.

وأما التصوف فأصله التزكية وتطهير النفس، فليس مذهباً عقائدياً ولا فقهياً، ولكن المتصوفة على مر العصور تبنوا آراء فقهية وعقائدية عديدة، ثم تحول التصوف إلى علم مستقل يُعنى بكيفية تطهير النفس.
وللتصوف طرق كثيرة جداً، منهم المعتدلون، ومنهم المبتدعة، ومنهم الغلاة الذين خرجوا بغلوهم عن ملة الإسلام.
والمتصوفة بشكل عام لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.
أما عن الانضمام لهم فإن لم تكن فقيهاً فلا، إذ من تصوف ثم تفقه لم يسلم له دينه، ومن تفقه ثم تصوف لم يقبل التصوف برمته.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/10/10

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به