العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - معتقدات فاسدة
رقم الفتوى 11775
نص السؤال مختصر

كيف أخرج حب زوجتي وأولادي من قلبي فلا يبقى في قلبي كله إلا حب الله تعالى ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فهذا مما يعتني به بعض الزهاد، ويقولون إنها درجة عالية من الإيمان ينبغي للعبد أن يصل إليها، ولا شك أن قولهم هذا مما ينافي الفطرة التي فطر الله عباده عليها، وهو قول مجانب للصواب بلا شك، إذ خير الخلق ﷺ كان يحب الزوجة والولد والصاحب، ففي الحديث أن عمرو بن العاص أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة "، فقلت : من الرجال، فقال : " أبوها "، قلت : ثم من ؟ قال : " ثم عمر بن الخطاب ". فعد رجالا.

وقال ﷺ عن أمنا خديجة : إني قد رزقت حبها.
وقال ﷺ لسيدنا معاذ بن جبل : يا معاذ، والله إني لأحبك.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يأخذ أسامة بن زيد والحسن فيقول اللهم أحبهما ؛ فإني أحبهما.
فحب الخلق لا يُنافي حب الخالق، وهذا منهج سيد الخلق وقد قال ﷺ : { أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له} ثم قال : { فمن رغب عن سنتي فليس مني }.
بل إنه ﷺ أقر المودة بين الناس فقال : المرء مع من أحب.
وحث ﷺ على انتشار المودة بين الناس، وذلك عندما قيل له يا رسول الله، إني لأحب هذا. فقال له صلى الله عليه وسلم : " أعلمته ؟ ". قال : لا. قال صلى الله عليه وسلم : " أعلمه ". فلحقه فقال : إني أحبك في الله. فقال الرجل : أحبك الذي أحببتني له.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/09/27

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به