أطفالي يتشاجرون دائماً، فما العمل ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

في البداية لا أعدك بحلول نهائية تقضي على الشجار ،لأننا بذلك نجعلهم أطفالاً غير طبيعيين ،ولكن تعاملك الحكيم معهم يقلل جداً من حدة الشجار بين أطفالك .

إن الشجار بين الأبناء هو ظاهرة طبيعية جداً ،بل هو مفيد لهم و ولشخصيتهم ،أما الأطفال غير الطبيعيين فهم بالغالب أطفال هادؤون .

أما إن زاد عن الحد الطبيعي تصبح مشكلة تحتاج إلى حل وتدخل الأهل .
كيف نعرف أنه تجاوز الحد الطبيعي
١-إن تحول الشجار إلى شجار عنيف (كالضرب المبرح ،إيذاء الآخرين )

٢-إذا وصل إلى حد العنف اللفظي (كالسب والشتم ).

أما كل مادون ذلك فهو ضمن الحد الطبيعي المفيد
فالشجار هو نوع من المهارات التي يمارسها الأبناء مع بعضهم ويفرغون من خلالها التوتر وكل ما يزعجهم ،وهو لعب يتعلم منه الأبناء.
أما عن أسباب الشجار :
لا بد أن نعلم أن كل سلوك إيجابي أو سلبي له سبب مسبب له ، وإذا عرفت الأسباب وتم تفاديها حلت المشكلة بإذن الله ،ومن الأسباب:

1- ميلان بعض الأهل لابن أكثر من الآخر .
فعدم العدل بين الأبناء يؤدي إلى الغيرة الشديدة وممكن ان تؤدي الغيرة إلى أفعال عدوانية جداً مع الإخوة
والأصدقاء وحتى الكبار أحياناً .

2-إعطاء الذكر سلطة غير محدودة على إخوته البنات أو إعطاء الإخوة الأكبر سلطة على بقية الإخوة .
وهذا شائع جداً في المجتمعات العربية .
لابد من تدريب الأبناء على تحمل المسؤولية ولكن مع المراقبة من بعيد و تدخل الأهل في حال الخطأ أو التمرد والعدوان على الإخوة .

3-عدم تساوي الإخوة بالمقتنيات وهي شائعة للأعمار الصغيرة .

4- جو المنزل المشحون بالغضب والسخط وعدم الرضا
كأن يكون الأب دائماً غاضباً ويضرب ويشتم وتكون الأم كذلك فكيف لايكون الأطفال
بنفس الطباع والأهل هم قدوة لأبنائهم في أفعالهم وأقوالهم
فلا نحاسب الأطفال على شي لا نستطيع تنفيذه .

5-الأجواء السلبية داخل المنزل
فالكثير من البيوت تفتقد لروح المرح مما يؤدي للكبت عند الأبناء ويكون تفريغه بالضرب والعراك بين الإخوة .

6- القواعد الصارمة التي يضعها الأهل .

7-تعرض الطفل للعدوان سواءً خارج البيت أو داخله .

8- عدم توفير مساحة آمنة للأطفال لللعب وتفريغ الطاقة
وكلما زادت طاقة الطفل كلما أبدع وبحث عن طرق لتفريغها .

من الأمور التي تعين على تفريغ الطاقة :
١-الألعاب ومنها (الرياضة بكل أنواعها وخاصة كرة القدم والسباحة ، ألعاب الرمل ،ألعاب الماء )

٢-إقامة نشاطات داخل المنزل (يمكنك البحث على الشبكة ستجدين الكثير من الأنشطة )

٣-الاهتمام بغذاء الطفل وإبعاده قدر الإمكان عن السكريات واستبدالها بالسكريات الطبيعية ،أيضاً الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة .

٤- ابعاد الأطفال عن الأجهزة الالكترونية لما لها من آثار سلبية جداً على الدماغ وبالتالي على الجسد .

إن شعرت أن أحد أبنائك يعاني من النشاط الزائد فلا بد من عرضه على اختصاصي في أسرع وقت .
في النهاية :
لابد من جلسة مصارحة مع الأبناء لتعلمي إن كانت هنالك أسباب أخرى لتسعي إلى حلها .
وتذكري جيداً أن الأبناء يبدعون في وضع الحلول والقوانين وأيضاً اجعليهم يختارون العقوبات بأنفسهم .

أسأل الله أن يعينك على تربيتهم ،ويجعلهم قرة عينيك.