استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة
رقم الفتوى 11713
نص السؤال مختصر

أعيش في دولة أوربية، وأرى الكثير من المسلمين قد انغمسوا في الدنيا والمعاصي، ما السبيل للمساهمة في إصلاح حالهم وحال أسرهم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فعلى المسلم وخاصة في الدول الأوربية أن يبدأ بإصلاح نفسه أولاً ثم زوجه وأولاده.

أما فيما يتعلق بالغير فإن المقيمين في دول الغرب بأمس الحاجة لثلاثة أمور :


الأول، جمعهم على خير، كدرس علم أسبوعي منزلي أو مسجدي، فإن تعذر فليجتمعوا للحديث في أمور الدنيا وليتخلل مجلسهم شيء من الطعام، والغاية من كل ذلك أن يعين بعضهم بعضاً في الدين والدنيا.

قال صلى الله عليه وسلم :{ عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة }.
وينبغي عند جمعهم انتقاء ما يناسبهم، ومراعاة حالهم، والتدرج معهم، وإلا خسرهم جميعاً، ولا يُشترط كون العدد كبيراً بل قد لا تجتمع أكثر من أسرتين أو شخصين، فلا حرج طالما تعذر أن يكون العدد أكبر مما هو عليه، أو إن المصلحة تقتضي ذلك.

الثاني، ربطهم بمرجعية دينية، فالأعم الأغلب من المسلمين في هذه البلاد يفتقرون لمن يسألونه عن دينهم، فانعدام أهل الاختصاص يجعلهم يسألون من لا علم له وظاهره أنه من أهل العلم فيهتك دينهم، قال صلى الله عليه وسلم :

{إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جهالاً، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا}.
والمرجعية الدينية الأيسر في التعامل هي المواقع الإلكترونية المختصة في الإفتاء، فليختر الداعية موقعاً يثق به وليحاول أن يكون للمسلمين في تلك البلاد صلة به.

الثالث، ربطهم بأقرب مسجد، والجميع بحاجة ارتياد المساجد دون استثناء، الأطفال والشباب والنساء والرجال، وحضورهم ضروري جداً لكل نشاط فيه، وأي انقطاع عنه يسبب فجوة لا مصلح لها، ويخطئ البعض خطأ عظيماً فيسحب ولده من دورات المسجد لقلة ما يننفع به الطفل أو لتجنب بعض المشاكل التي تثار عادة في المساجد، وهو خطأ بيّن، وقال صلى الله عليه وسلم :{ إن الشيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة، والعامة، والمسجد }، قال عنه شعيب الأرناؤوط : حسن لغيره.
فمهما كلف الأمر من مال أو همّ أو مشاكل فينبغي عدم الانقطاع من المسجد بحال، وينبغي تعويد الطفل والشاب على الصلاة فيه خلال الأسبوع، وألا يكون المسجد ليوم الجمعة فقط، فهذا إن كان في الدول الإسلامية خطأ تربوي خطير جداً، ففي الدول الغربية أشد خطراً.
نسأل الله أن يحفظ عليهم دينهم وأن يردهم لبيوتهم رداً جميلاً.
والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/09/10

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به