الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 11207
نص السؤال مختصر

ما حكم القراءة من المصحف في الفروض و النوافل ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله والحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

فقد اختلف الفقهاء في حكم القراءة من المصحف في أثناء الصّلاة :

❀ فذهب الإمام أبو حنيفة إلى أنّه ليس للمصلي أن يقرأ من المصحف، فإن قرأ بالنّظر في المصحف فسدت صلاته مطلقاً، قليلاً كان ما قرأه أم كثيراً، إماماً كان أم منفرداً، وكذا لو كان ممّن لا يمكنه القراءة إلّا منه لكونه غير حافظ.

و ذهب الصاحبان إلى تجويز القراءة للمصلّي من المصحف مع الكراهة ؛ لِما في ذلك من التّشبُّه بأهل الكتاب .

❀ وذهب المالكيّة إلى أنّه يُكره للمصلّي القراءة من المصحف في فرضٍ أو نفلٍ لكثرة الشّغل بذلك، لكنّ كراهته عندهم في النّفل إن قرأ في أثنائه، ولا يكره إن قرأ في أوّله، لأنّه يغتفر في النّفل ما لا يغتفر في الفرض. 

{ أي لاكراهة عندهم إن ابتدأ النّافلة وقرأ من مصحفٍ منشور أمامه، ولكن إذا شكّ بحفظه أثناء قراءته فيكره له أن ينظر إلى المصحف، بل يتمّ صلاته ثمّ ينظر فيه }.

❀ وذهب الحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف في قيام رمضان إن لم يكن حافظاً ، ويُكره في الفرض على الإطلاق، لأنّ العادة أنّه لا يحتاج إليه فيه، ويُكره للحافظ حتّى في قيام رمضان، لأنّه يشغل عن الخشوع وعن النّظر إلى موضع السّجود.

❀ وذهب الشّافعيّة إلى أنّ المصلّي لو قرأ في مصحف ولو قلّب أوراقه أحياناً لم تبطل صلاته، لأنّ ذلك يسير أو غير متوالٍ ولا يشعر بالإعراض.

مع التّنويه إلى أنّ الكراهة عند الأحناف إن لم تقيّد فيقصد بها الكراهة التّحريميّة، بخلاف الجمهور إن لم يقيّدوها فيُقصد بها التّنزيهيّة.

والله تعالى أعلم.

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/05/21

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به