استشارات و نصائح - الاستشارات - استشارات متنوعة - الدعوة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 11180 |
نص السؤال مختصر | كيف أدخل الجنة من خلال القرآن ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ : بدايةً فإنَّ القدر الواجب على كلِّ مسلمٍ في تعامله مع القرآن الكريم : أوّلاً، قراءته على الوجه الصّحيح : وذلك بإخراج الحروف من مخارجها و إقامتها ضمّاً، وفتحاً، وكسراً وسكوناً دون إبدال حرفٍ منها بآخر. ولاسبيل لتصحيح التّلاوة إلّا بالمشافهة والقراءة على قارئٍ متقنٍ ، وقد يسّر الله تعالى وسائل التّواصل الإلكتروني حتّى استُعيض بمكالمات الفيديو عن حضور المسجد { عند تعذّر إتيان المسجد }. وممّا ينبغي التّنبيه له : لايصحُّ أن يُصحِّح المرء تلاوته بنفسه عبر سماع التّلاوة الصّحيحة على الشّابكة، لأنّه يزيد في الخطأ ، ويعلم ذلك كلُّ من قرأ على مُجازٍ مُتقنٍ بعد تجربته التّصحيح وحده. و إنَّ من مداخل الشّيطان على المسلم أن يمنعه من تصحيح تلاوته بحجَّة كبرالسِّنِّ، وضيق الوقت، وغير ذلك، {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء : 60]، قال صلّى الله عليه وسلّم :{ استعن بالله و لاتعجز }. ثانياً، العمل به : قال صلّى الله عليه وسلّم :{ القرآن حجة لك أو عليك }. ثمَّ بعد ذلك ينتقي له طريقاً للجنّة يسلكه، وطُرق القرآن كثيرةٌ بفضل الله تعالى، منها : 1- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، قال صلّى الله عليه وسلم :{ اقرءوا القرآن ؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه }. ثمَّ خصَّ النّبيُّ سورتين فقال { اقرءوا الزهراوين : البقرة وسورة آل عمران ؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما }. ثمَّ خصَّ منهما سورة فقال { اقرءوا سورة البقرة ؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة }. 2- إتقان التّلاوة، قال صلّى الله عليه وسلّم :{ الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة }، وهذه كتصحيح التّلاوة بحاجةٍ للمشافهة مع قارئٍ متقنٍ ، ولايمكن تحصيلها من خلال وسائل التّواصل، ويمكن نيل إجازةٍ في القرآن كاملاً قراءةً على الحاضر، كما يمكن نيل إجازةٍ في القراءات العشر أو ماتيسّر منها أيضاً قراءة على الحاضر. 3- حفظ القرآن، أو ماتيسّر منه، قال صلّى الله عليه وسلّم :{ يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ؛ فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها }، فإن لم يعمل بما حفظ كان القرآن حجّةً عليه يوم القيامة كما سبق. 4- تحفيظه للأولاد، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم : { يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن }. 5- التّكفُّل بطالبٍ أو بمعلّمٍ للقرآن، أو إنشاء مُسابقات تحفيظ أو تصحيح تلاوة أوالمساهمة بهما سواءٌ بالدّورات الإلكترونية أو المُقامة في المساجد، قال صلّى الله عليه وسلّم :{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا } والدّعوة قد تكون بالمال أو باللّسان وحثِّ النّاس. نسال الله أن يجعلنا من أهل القرآن، وأن يُشفِّعه فينا. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/05/14 |