أطعمة تساعد دماغك على التركيز

الباحثون السوريون

من الجنسِنغِ Ginseng إلى التوتِ، فالسّمكِ، فالكافيئين، وصولاً إلى المكمّلاتِ الغذائية! أيُّ الأطعمةِ أو المركّباتِ تلكَ هي الأفضلُ لأجسامِنا وصحتِنا؟ فجميعُها يبدو مفيداً لجميعِ العِلل التي يمكنُ أن تصيبنا!

ننتقي لكمُ اليومَ المعلوماتِ الصحيحةَ عن أشهرِ الأطعمةِ التي تُعرف بزيادةِ القدرةِ على التركيز، وتحسينِ الذاكرةِ والانتباه ووظائفِ الدّماغ. فالتقدّمُ بالعمرِ ليس هو المشكلةُ بحدّ ذاتِها، بل المشكلةُ تكمنُ في عدم اتّباع الأساليبِ الوقائيّةِ الصحيحةِ وانتقاءِ الخياراتِ الذّكيةِ التي تُساعِدُنا على قضاءِ حياتِنا بأفضلِ شكلٍ ممكن..

• لتأثيرٍ قصيرِ الأمد، عليكَ بالكافيئين:

لا توجدُ أيةُ طريقةٍ سحريةٍ لزيادةِ معدّلِ الذكاءِ لدى الشخص، ولكن يُمكنكَ أن تستخدمَ بعض المركّباتِ – كالكافيئين – لصالِحِك، فهو قادرٌ على إعطائِكَ دفعةً من الطاقةِ ومساعدتِكَ على التركيز. يتواجدُ في القهوةِ، والشوكولا، ومشروباتِ الطاقة، وهو يساعدَك على الشعورِ بالنشاط ولكن... لفترةٍ قصيرة! احرصْ على عدمِ تناولِ كمياتٍ فائضةٍ منهُ كي لا تُعانيَ من بعضِ الآثارِ السلبيّةِ المُتمثّلةِ بعدم الراحةِ وزيادةِ التوتّرِ والعصبيّة.

• قليلٌ من السّكرِ لزيادةِ الوعي:

فالسّكرُ هو مصدرُ الطاقةِ المفضّلُ للدماغ، ولكن لا تُسِئ الظنّ، فالمقصودُ ليسَ سُكّرَ المائدة (السكروز)، بل الغلوكوز، وهو السّكرُ الذي يقومُ الجسمُ بتصنيعِه من أنواعِ السكريّاتِ والكربوهيدراتِ الأخرى التي تتناولُها. يمكنُ لتناولِ كوبٍ من أحدِ أنواعِ المشروباتِ حلوةِ المذاقِ أن يُحسّنَ من الذّاكرةِ والقدرةِ على التفكيرِ وغيرها من القدراتِ العقلية. تجاوزْ الحدَّ المنصوحَ بهِ وسَتُفاجأُ بأنّ ذاكرَتَكَ قد تراجَعَت نسبياً، ولا تُهمِل الكمياتِ التي تتناولُها كي لا يتحوّل السّكرُ إلى دهونٍ تُكسِبُكَ مزيداً من الكيلوغرامات.

• احرصْ على تناولِ الفطورِ كي تمدَّ دماغَك بالطّاقةِ اللازمة:

أثبتَ العديدُ من الدراساتِ أن تخطّيَ وجبةَ الفطورِ يرتبطُ بالكثيرِ من الآثارِ السلبيةِ، لذلك يُنصحُ بتناول الفطورِ يومياً كي تُحسّنَ كلّاً من الذاكرةِ قصيرةِ الأمدِ ومستوى الانتباهِ لديك، وخاصةً إن كنتَ في سنّ الدراسةِ حيثُ يمكنُ أن يساعدَكَ ذلكَ على تقديمِ أداءٍ أفضل. كما يُنصحُ بتناولِ الأغذيةِ الغنيّةِ بالأليافِ، والحبوبِ الكاملةِ، ومنتجاتِ الألبانِ، والفواكِهِ. وابتعِدْ عن الفطور كثيرِ السُعرات، فمن شأنِهِ أن يُثبطَ قدرتكَ على التّركيز.

• السمكُ هو غذاءُ الدماغ:

تعدّ الأسماك من أغنى المصادرِ بالأحماضِ الدّهنيةِ من نوع أوميغا-3 والتي تعتبرُ مفتاحاً أساسياً لصحةِ الدماغ. وقد ثَبُتَ ارتباطُ الحميةِ الغنيّةِ بالأوميغا-3 بتراجعِ خطرِ الإصابةِ بالعتَه Dementia، والسكتاتِ، إضافةً إلى تقليلِ تراجع القدراتِ الذهنيّة، كما أنّها تلعبُ دوراً مهمّاً في تحسينِ الذاكرة خاصةً مع التّقدمِ بالعمر. يُنصحُ بتناولِ حصّتين من الأسماكِ أسبوعياً للحصولِ على أفضلِ نتيجة.

• حفنةٌ من المكسّرات، وقليلٌ من الشوكولا لتزيّنَ نهارَكَ بهما:

تعتبرُ المكسّراتُ من أهمِّ مصادرِ مضادّاتِ الأكسدة، وخاصةً الفيتامين E الذي يرتبطُ بالتخفيفِ من تراجعِ الوظائفِ الإدراكيّة مع التقدّم بالعمر. كما تحتوي الشوكولا الداكنةُ على كمياتٍ كبيرةٍ من الموادِ الفعالةِ ومضاداتِ الأكسدةِ والتي تعمل كمُحفّزاتٍ للجهازِ العصبيّ بشكلٍ شبيهٍ بالكافيئين، مما يُمكنُ أن يُساهمَ في تحسينِ القدرةِ على التركيز. احذرْ من تناولِ كمياتٍ كبيرةٍ منها، كي لا تتحوّلَ إلى مصدرٍ للحريراتِ الإضافية!

• استمتع بالقليلِ من الأفوكادو والحبوبِ الكاملة:

تعتمدُ صحةُ أعضاء الجسم على تدفّق الدم إليها بشكلٍ كافٍ، وخاصةً القلبُ والدماغ. تساعدُ الحميةُ الغنيّةُ بالحبوبِ الكاملةِ وبعضِ أنواعِ الفواكهِ كالأفوكادو على تقليل مخاطرِ الأمراض القلبيةِ وخفضِ مستوياتِ الكوليستيرولِ الضار LDL، مما يعملُ على تقليلِ تراكمِ الصُفيحاتِ داخلَ الأوعيةِ الدّمويةِ ويحسّن تدفّقَ الدم. يمكنكَ اختيارُ أحدِ أنواعِ الحبوبِ الكاملة كالبُشارِ أو القمحِ الكامل والتي تسهِمُ أيضاً في إمدادِكَ بالألياف الغذائيّةِ والفيتامين E. يُذكرُ أن الدّهون الموجودةَ في الأفوكادو هي من النّوعِ المفيدِ أحاديّ عدم التّشبّع.

• العنبُ البريّ Blueberries.. غذاءٌ خارقٌ؟

أثبَتت الأبحاثُ المجراةُ على الحيواناتِ أن العنبَ البريَّ يساعدُ في حمايةِ الدماغِ من الضررِ الناتجِ عن الجذورِ الحرّة، كما يمكنُ أن يقللَ من الآثار السلبيةِ لبعضِ الأمراضِ المُرتبطةِ بالتقدّمِ بالسنّ، مثل الآلزهايمر والعتَه. كما وُجدَ أنّه يشجّع عملية التعلّمِ ووظائفَ العضلاتِ لدى الفئران المتقدّمةِ بالعمر والتي لوحظَ أنها أصبحت شبيهةً بأقرانها الأصغر عمراً بعد أن تمّت تغذِيتُها عليه.

• الحميةُ الصحيّة:

إنْ كانت حميتُك تفتقرُ إلى المغذياتِ الأساسية، فإنك تؤذي نفسَكَ وتضِرُّ بقدرتِك على التركيز. وتذكّر أنّ تناولَ كمياتٍ كبيرة بلا فائدةٍ لا يَقلّ ضرراً عن تناولِ كمياتٍ أقلّ من حاجتِك الفعليّة، ومن شأنِ الحالَتَين أن تتداخلا مع قدرتِكَ على التركيز، فالوجباتُ الثقيلةُ ستجعلك مُتعباً، والسعراتُ الحراريّةُ القليلةُ ستُشتّتُ انتباهَكَ بفعلِ إشاراتِ الجوع التي سيُرسِلُها لك جسمُك. احرصْ على اتّباعِ حميةٍ متوازنةٍ واختر أصنافاً متنوعةً من الأطعمة.

• الفيتاميناتُ، والمعادنُ، والمكملات؟

تكتظّ رفوفُ الصيدليّاتِ بالعديدِ من أنواعِ المُكمّلات التي تدّعي القدرةَ على تحسينِ الصّحةِ بجميعِ جوانبها. وعلى الرّغم من أنّ العديدَ من التقاريرِ يشيرُ إلى دورٍ واعدٍ لبعضِ المكملاتِ كالفيتامين B، وC، وE، والبيتا كاروتين Beta-carotene، والمغنيزيوم في تحسين صحةِ الدماغ، إلّا أنّ هذِهِ المُكمّلاتِ لن تُفيدَك شيئاً إلا في حالِ كانت حميتُكَ الغذائيّةُ فقيرةً بأحدِ هذه المركبات. ولذلكَ عليكَ الاختيارُ بحذرٍ وليس بشكلٍ عشوائيّ.

من جهةٍ أخرى، يرى الباحثونَ أملاً جديداً في بعضِ الأعشاب كالجِنسِنغ والجينكو Ginkgo وبعضِ خلطاتِ الأعشابِ الأخرى، إلّا أن البتّ في ذلكَ يحتاجُ إجراءَ المزيدِ من الأبحاث. احرصْ على مناقشةِ طبيبك قبل أن تبدأَ استخدامَ أحدِ هذه المكملات.

 

تحميل المقال