إن المُراسل {المُستخدَم} موظف سخره الله لقضاء حوائجك، وقد خرج من بيته ليُعفّ نفسه ومن يعول، فعامله كما تُحب أن تُعامل :
لقوله صلى الله عليه وسلم : {لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} رواه البخاري ومسلم.
ولأنه مهما علت رتبتك ومكانتك الاجتماعية ومهما ملكت من أموال ما لا تُحصى عدداً فأن تصير مكانه ويصير مكانك أمر ممكن وارد، وقد وقع ما هو أغرب منه وبطرفة عين، وعلى الله هيّنٌ {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس : 82].
قال صلى الله عليه وسلم : {لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ} رواه البخاري ومسلم.
فالرحمة الرحمة يرحمكم الله.
[والكلام ينطبق على النساء اللواتي يأتين لتنظيف البيوت].
___
فالله نسأل أن ييسر لنا الخير كله.
___
كلنا رأينا أقواما عجزوا صحياً عن العمل ليؤمّنوا قوت يومهم، بل وعجزوا عن الخروج من البيت لسؤال الناس مساعدتهم، فالله نسأل أن يرزقنا شكر نعمة العافية.
ومن شكرها أن يعين كل منا عاجزاً أو أكثر من محيطه، ابتغاء أن يحفظ الله عليه عافيته، بحسب قدرته، ولا يحقرن من المعروف شيئاً، والأقربون أولى بالمعروف.
والله المستعان والموفق.
___
سجّل ديونك والأمانات المودعة عندك وعناوين وأرقام أصحابها، لئلا تضيع حقوق الناس في ذمتك.
دوّن طريقة إتيانك للأعمال الصالحة التي ترغب في استمرارها ليوم القيامة، لئلا تتوقف بموتك.
علّم زوجتك وأولادك كيف يعيشون من دونك، لئلا يضيعون من بعدك.
فالموت لا يعرف كبيراً ولا صغيراً ولا دار حرب و لا دار سلم، ولا مريضاً ولا سليماً، ولا تقياً ولا فاجراً ، كذا الحوادث المفقدة للذاكرة أعاذنا الله وإياك منها.
والله المستعان وهو تعالى أجل وأعلم.
___
اعتقاد أن كل من تعمد إظهار أعماله الصالحة بأنه مُراءٍ، فقد يكون مخلصاً لله تعالى لكنه أراد بإظهاره هذا تعليم الناس أو تذكيرهم أو تشجيعهم، فبإظهاره هذا هو مأجور عند ربه لأن فعله من الدعوة إلى الله تعالى.
قال تعالى : {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي} [البقرة : 271]، [قال ابن عبد السلام: يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليُقتدى به أو ليُنتفع به].
انتهى من فتح الباري شرح صحيح البخاري.
والله تعالى أعلم.
___
قد تحدثك نفسك حين تعزم على التصدق بأن مصدر دخلك محدود، فكيف لربك أن يعوضك بما تصدقت به ؟
حينئذٍ حدّثها بأن التعويض أشمل من أن يختزل بإعادة المال ذاته للمتصدق، إذ التعويض خير يُجلب، أو شر يُدفع، سواء كان ذلك على الصعيد المالي أو النفسي أو الجسدي أو الأسري وغير ذلك.
شعر به المتصدق أم لم يشعر.
عُجّل له أم أُجّل.
___
قول أحدهم : {هذه علاقتي بربي، دعك من هذا} أو حين تسأل آخر لم لا تنهاه ؟ يقول {هو وشأنه}، وهذه الأقوال ومثيلاتها فرع عن مقولة : { دع الخلق للخالق}.
ومثل هذه العبارات إن صدرت من غريب فيردها قوله صلى الله عليه وسلم : {الدين النصيحة} ، وقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ} [المائدة : 2]
وإن صدرت من قريب فيردها بالإضافة إلى ما سبق :
- قوله صلى الله عليه وسلم : {والرجل راع على أهله، وهو مسئول، والمرأة راعية على بيت زوجها، وهي مسئولة} رواه البخاري.
- وقوله تعالى : {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه : 132]
والآية وإن كانت تخص الصلاة إلا أنها تعم كل أمر بواجب أو نهي عن محرم.
- والنصوص الكثيرة المستفيضة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منها قوله صلى الله عليه وسلم :
[مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا] رواه البخاري.
فالله المستعان. والله تعالى أعلم.
___
خصص جزءاً من مدخولك ليكون صدقة ترجو بها اللطف والستر والتوفيق من الله، وضمّ هذا الجزء لالتزاماتك الشهرية لتخرجه كما تخرج للطعام والشراب {أي مهما قل المدخول وصعبت الظروف}.
___
كتب يقول : لقد درست في جمعية البركة للتنمية الاجتماعية في إحدى دوراتها، ففوجئت بحجم عملهم وأثره، إذ من غاياتهم : تهيئة كوادر خلّاقة للدخول في سوق العمل، وذلك من خلال دورات تعليمية تخصصية طويلة الأجل، ويشترطون لقبول المتدرب في دوراتهم أن يكون مراد الطالب العمل بما يريد تعلمه، ويأتون بخير المدرّسين لإخراج خير المتدربين، بل إن بعض دوراتهم ربما تناوب على إعطائها أربعة مدرسين - ليكتسب الطالب من خبراتهم جميعاً - ولا أبالغ لو قلت إن مثل هذه الدورات لو كانت في معاهد أخرى بهذا الإتقان - والحرص الكامل والكبير من كادرها على مصلحة الطالب - لكانت تكلفتها بمئات الألوف، جمعية البركة فكرة، والفكرة لا تموت، فمن كان منّا قادراً على دعمهم فهم أهل للثقة والدعم، ومن كان منّا قادراً على إقامة مثل هذا المشروع فهو من خير الصدقات الجارية {ولو بشكل مصغر كالجهود الفردية}، فإن تعذر فلا أقل من إذاعة خبرهم ممن لا يستطيع لعلها تصل لمن يستطيع.
والله الموفق.
___
يختلف تعامل المسلم مع صدقته باختلاف تصوره لملكية المال الذي بين يديه، قل أو كَثُر، فالبعض يرى أن المال ماله لأنه ثمرة جهده، وهؤلاء يشعر أكثرهم بفضلهم على المتصدق عليه، فترى جهودهم في خدمة الفقراء بالنسبة لقدراتهم تكاد لا تُذكر.
والبعض الآخر يرى أن المال مال الله في أيديهم أمانة، لهم الحق في التصرف به وفق المصلحة والحاجة، وهؤلاء يشعرون بالتقصير مع بذلهم لكل ما أمكنهم من مال، لاعتقادهم أن للفقير حقاً في مالهم، وأنهم مسؤولون عن إغاثتهم.
ولا شكّ أن الفريقين لا يستويان عند الله تعالى، لتفاوتهما اعتقاداً وسلوكاً.
___
[والحاصل أن الأعمال بالنيات فلبس المنخفض من الثياب تواضعا وكسرا لسورة النفس التي لا يؤمن عليها من التكبر إن لبست غالي الثياب من المقاصد الصالحة الموجبة للمثوبة من الله، ولبس الغالي من الثياب عند الأمن على النفس من التسامي المشوب بنوع من التكبر لقصد التوصل بذلك إلى تمام المطالب الدينية من أمر بمعروف أو نهي عن منكر عند من لا يلتفت إلا إلى ذوي الهيئات كما هو الغالب على عوام زماننا وبعض خواصه لا شك أنه من الموجبات للأجر لكنه لا بد من تقييد ذلك بما يحل لبسه شرعا].
نيل الأوطار للشوكاني.
___
لو تكاتف أصحاب المهن على إغاثة الفقير بأن باعوه حاجته بالسعر الذي اشتروه من الشركات دون إضافة أي ربح عليه، {كالسوبر ماركت، والصيدلي، وبائع الملابس وغير ذلك من الضروريات والحاجيات}، فإن لم يستطيعوا بذل الخير لكل فقير، فلبعضهم، وليحتسب فاعل ذلك الربحَ عند الله عزّ وجلّ، وهو خير وأبقى، وفي الحديث : {ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته} رواه البخاري.
والله الموفق لكل خير.
___
هو ما يستر مفاتن المرأة من الثياب، فإن ارتدت ما يظهر مفاتنها أو بعضها لم يكن حجاباً إسلامياً.
___
أي الدعاء أسمع؟ قال : دعاء المحسَن إليه للمحسِن.
فأي القول أعدل؟ قال : قول الحق عند من تخافه أو ترجوه.
فأي المؤمنين أكيس - أي أعقل - ؟ قال : رجل عمل بطاعة الله ودل الناس عليها.
انظر الجامع لأحكام القرآن : 16/2.
___
[ومن كان معه فضل ماء قد يحتاجه لسقي كلب في مكان ليس فيه ماء، تيمم واحتفظ به للكلب خشية العطش].
أي الكلاب التي رخص الشرع باتخاذها ككلب صيد أو حراسة.
انظهر جواهر الإكليل 26:1.
___
[ومنهم من غلبت عليه الوسوسة في تكبيرة الإحرام في الصلاة، حتى ربما فاتته ركعة مع الإمام.
ومنهم من يتوسوس في إخراج حروف الفاتحة وسائر الأذكار من مخارجها، فلا يزال يحتاط في التشديدات، والفرق بين الضاد والظاء *فوق الحاجة*، ونحو ذلك بحيث يهتم بذلك حتى لا يتفكر فيما سواه، ويذهل عن معنى القرآن والاتعاظ به، وهذا من أقبح أنواع الغرور، فإن الخلق لم يتكلفوا من تحقيق مخارج الحروف في تلاوة القرآن إِلا ما جرت به العادة في الكلام. ومثال هؤلاء مثال من حمل رسالة إلى سلطان، فأخذ يؤدي الرسالة بالتأنق في مخارج الحروف وتكراره، وهو غافل عن مقصود الرسالة ومراعاة حرمة المجلس، فما أحراه بالطرد والتأديب].
مختصر منهاج القاصدين [263-264].
ويحسن التذكير بمقال داء الوسوسة وعلاجه :
https://www.al-ghofran.com/blog_single.php?id=30
___
وردنا مراراً عن تقدير كفارة اليمين في الشام بحسب أسعار هذه الفترة، فنقول :
إن كفارة اليمين بحسب آخر تقييم لوزارة الأوقاف قُدرت ب 15,000 ل.س، على اعتبار أن كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، وكل مسكين بحاجة لوجبتين مشبعتين، وكل وجبة قُدرت ب 750 ل.س، وهذا التقدير صدر في 7/4/2020 ، ولا شكّ أنه لا يصح اعتماد هذا التقييم طيلة العام لاختلاف الأسعار يوماً بعد يوم، مما أدى لاختلاف كبير بعد مُدة، ولا نرى أن قيمة كفارة اليمين اليوم تقل عن 30,000 ل.س، بتقدير وجبتان لكل مسكين، سعر كل واحدة منهما 1500 ل.س، ولعلها أكثر، وهذا معلوم لمن اطلع على أسعار السوق السورية اليوم.
والله المستعان.
قسم الإفتاء - 3/2/2021.
___
فكفالة اليتيم {المادية} يقصد بها التكفل بكامل نفقات الطفل اليتيم من طعام وشراب ومسكن وملبس وطبابة ومصارف تعليم ، وتُقدر بحسب أسعار اليوم ب 150,000 ل.س شهريا {وهذا المبلغ لا يشمل المسكن}، وهذا مبلغ واقعي جدا للمطلع على مستجدات أسعار السوق السورية ، والله المستعان.
إذاً لماذا تطرح الجمعيات ودور الأيتام الكفالة بمبلغ أقل من هذا بكثير ؟
فهذه ليست الكفالة المقصودة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنما هي مساهمة وصدقة حسنة ، انظر هذه الفتوى :
http://al-ghofran.com/fatwa-single.php?id=2506
___
كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابن عمر أن ارفع إلي حاجتك، فكتب إليه ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : {إن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول}، ولستُ أسألك شيئا، ولا أرد رزقاً رزقنيه الله منكَ.
رواه أحمد.
___
- هي السلامة حينما لا نُصاب بضر أصاب من مال الآخرين (كالمرض والحوادث والأعطال وغير ذلك)، أو هي الضر الطفيف حين يصابون بضر كبير ، أو هي الضر الكبير حين يصابون بأضرار كثيرة.
- وهي السلامة من بعض المصاريف الواجبة عادة ، (كأن يتكفل أحد ببعضها أو كالذي تيسر له باص نقل مثلاً في حين كانت الظروف تجبره على ركوب سيارة أجرة) ، أو تحصيل بعض الحاجيات بمبلغ أقل من سعر السوق.
- وهي الكفاية بالقليل عن الكثير (كالطعام).
- وهي تحصيل منافع من حيث لا يحتسب {كالمال المقدم من أحدهم على غير العادة}
نسأل الله أن يبارك لنا في كل نعمة أنعمها علينا.
___
ننصح بتعجيل إخراج الزكاة وعدم انتظار شهر رمضان {لمن يكتمل حول نصابه في رمضان}.
وبإخراج كل ما ترتب في الذمة من فدية الصوم وكفارات.
وإلى الإكثار من الصدقات، صَغرُت أم كَبُرت.
وليعلم المسلم أن الصدقة في وقت حاجة الفقير خير من إخراجها في رمضان.
جعل الله قضاء حوائج خلقه على أيديكم.
والله تعالى أعلم.
___
إعطاء الفقير المال خير من تقديم سلة غذائية له قبيل رمضان، إذ هو أعلم بحوائجه، إلا إن عُلم بأنه لا يحسن التصرف بالمال.
___
بلغنا أن أحد الإخوة المقيمين في بلاد الغرب {وهو - بحسب وصف الناقل - من البسطاء مادياً، وذو عيال، ومن المحبين لله ورسوله ومن الحاملين لهموم غيرهم} يقتطع من مدخوله 500 يورو قبل أن يصرف منه شيئاً ويتبرع به، وقيل إن المبلغ يشكل ثلث راتبه.. والعجب كل العجب من فعله، إذ تبرعه الشهري كبير جداً إن قورن بصدقات أمثاله في أي دولة أوربية، فما يتصدق به في شهر يتصدق به مثيله في ثلاث سنوات أو أربع.
ولعله استوحى الفكرة من قوله صلى الله عليه وسلم : {بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتاً في سحابة : اسق حديقة فلان. فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له : يا عبد الله، ما اسمك ؟ قال : فلان. للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له : يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي ؟ فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول : اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها ؟ قال : أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً ، وأرد فيها ثلثه} رواه مسلم.
فالله نسأل أن يثبته أين ما حَل، وأن يخلفه من الخير كله في الدنيا والآخرة.
___
نرى كثيراً من العباد يختلفون فيما بينهم على أمور مالية {ديون وإرث وغير ذلك}، ثم هم لا ينهونها - تمسكاً لكل منهم بموقفه - فتُترك معلقة لشهور وسنين !
والحقيقة أن تأخيرها يعقدها ويَذهب - غالباً - بحقوق أحد الطرفين، خاصة أن موت الفجأة والسفر قد غيّبا الكثير من الناس بما معهم أو عليهم من مظالم، فليسارع كل منا إلى إنهاء معلقاته قبل أن تَعلق في ذمته مظلمة لا يتمكن من ردها إلى يوم القيامة، و {الظلم ظلمات يوم القيامة} رواه البخاري.
وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا [طه : 111].
___
تقبل الله من كل امرأة ورجل، من كل كبير وصغير، بذلوا في الشهر الفضيل جهدهم ووقتهم ومالهم لكفاية من يعولون، وإدخال السرور عليهم.
وأيام العيد أيام فرح وسرور، فلا ننسى صلة الأرحام وبذل الخير في جبر خواطر أهلينا و من حولنا.
والدعاء للمرابطين في الأقصى الشريف.
وكل عام وأنتم بكل خير. 🌸
___
1.اليوم الذي أكمل الله فيه الدين.
(فيه أُنزل قوله سبحانه وتعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}) رواه البخاري ومسلم
(صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، والسنة التي بعده) رواه مسلم
)ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم، ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ (..فلم يُرَ يومٌ أكثر عتقا من النار من يوم عرفة)
(وإنه ليدنو ، ثم يباهي بهم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء) رواه مسلم، ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ (ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، ولم يروا عذابي).
(وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة) رواه ابن حبان في صحيحه.
(في هذه الآية {وشاهد ومشهود}، قال : الشاهد : يوم عرفة ويوم الجمعة) رواه الحاكم موقوفاً على أبي هريرة ومرفوعاً والموقوف أصح، لكن للمرفوع شواهد متعددة، وروي تفسير الآية بيوم عرفة عن عدد من الصحابة والتابعين.
▪ ومما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وفيه ضعف:
(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي وغيره بإسناد فيه ضعف.
)ما رئي الشيطان يوما ، هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ ، منه في يوم عرفة ، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة ، وتجاوز الله عن الذنوب العظام) رواه مالك في الموطأ مرسلاً.
د. براء حلواني.
قناته على التلغرام :
https://t.me/Baraahalawani/775
___
قال صلى الله عليه وسلم : إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة.
[فالمعنى: لا تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب؛ لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئا سهل الانقياد، وكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة بأن يعاون رفيقه ويلين جانبه] انتهى من فتح الباري.
___
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
[هذا اليوم أفضلُ أيام السنة للدعاء، وهو معظمُ الحج ومقصودُه والمعوّل عليه، فينبغي أن يستفرغَ الإنسانُ وسعهُ في الذكر والدعاءِ وفي قراءةِ القرآنِ، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه، ويذكر في كلّ مكانٍ، ويدعو مُنفردًا، ومع جماعةِ، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه، وسائر مَن أحسن إليه وجميع المسلمين؛ وليحذرْ كلَّ الحذرِ من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه، بخلاف غيره].
___
دمار الأسر وتشتتها.
ومن أعظم الأسباب المؤدية لدمار الأسرة : تدخل أو إدخال غير الزوجين بالمشكلة ممن لا وعي لهم ولا خبرة ولا دين.
وهؤلاء يلبّس عليهم الشيطان أعمالهم، فيظنون أنهم ينصحون ويريدون مصلحة المنصوح، وأنهم مأجورون بنصحهم هذا.
والحق أنهم يرتكبون كبيرة من الكبائر بتدميرهم الأسرة بغير حق، وأن نصيحتهم في غير محلها وأنهم ليسوا بأهل للنصيحة أصلاً.
فليحذر الزوجان من هؤلاء وعليهم ألا يسمحوا لهم بالتدخل ولا يُصغوا لهم مهما كانت صفة قرابتهم أو قربهم، إلا أن يكونوا من ذوي العقل والدين والخبرة.
والله نسأل أن يوفّق بين الأزواج وأن يكفهم شر الناس أجمعين.
والله تعالى أعلم.
___
تغير حال المناطق في الشام حتى صارت الفوارق المادية بين الجيران متفاوتة جداً، مثاله :
أسرة تمتلك أكثر من سيارة فارهة {بارك الله لهم في رزقهم}، وجيرانها في البناء لا يمتلكون ثمن أدويتهم.
فالله الله في الجار، فهلّا بذل هؤلاء في مساندة جيرانهم ولو كلّفهم ذلك بعض التقليل من رفاهيتهم ؟
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو دون ذلك إذ قال عليه الصلاة والسلام : {يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك} رواه مسلم.
وقد ذكر صلى الله عليه عظيم فضل الجار المُحسن بقوله : {خير الجيران عند الله خيرهم لجاره}. رواه الترمذي.
يسر الله لكل جار فقير من يحنو عليه ويسد حاجته.
والله المستعان.
___
وقد أدركنا أقواماً إذا تصدقوا كانوا كمن يُتصدق عليهم من شدة تواضعهم، تواضع حقيقي لا تكلف فيه، وكأن الصدقة عليهم واجبة أو أن من يتصدقون عليه له عليهم من الفضل الشيء الكثير.
وما ذلك إلا مخافة أن يبدر منهم ما يؤذي المُتصدق عليه فيحبط عملهم.
رحمهم الله وأدبنا بآدابهم.
___
يرجى الحذر : تكثر الرسائل من أرقام غريبة تدعي أنها جهة ما معروفة لدى المرسل إليه، تحتوي رسائلهم على رابط أو رمز.
فليحذر المُستَقبِل من الضغط على الرابط أو إعطاء الرمز لأحد، إذ هي محاولة اختراق لهاتفه.
والله المستعان.
___
[مساعدة عينية أو مالية في صورة هدية تُقدّم في مناسبات معينة].
ولأنها مساعدة في حقيقتها فينبغي تقديمها عند أمس الحاجة إليها، ليفيد منها المُقدمة له أكبر استفادة، وعلى سبيل المثال لا الحصر :
- نقوط الزواج : ينبغي تقديمه قبل حفل الزفاف في المدة التي يُجهز فيها العروسان للانتقال لبيت الزوجية.
- نقوط الولادة : ينبغي تقديمه قبل الولادة حين يبدأ الوالدان في تجهيز مستلزمات مولودهم.
والله تعالى أعلم.
___
كتب يقول :
[يُحزنني أن أولادي اليوم يعاملونني معاملتي لوالدَي فيما مضى، إنهم يقابلون إحساني إليهم بطيش شباب وقلة اهتمام وانغماس في الدنيا وبُعد عني وعن والدتهم، لن يعرفوا مرارة اللحظات التي عانيت فيها لتأمين احتياجاتهم، وكم حرمت نفسي لئلا يُحرموا شيئاً، كم غرقت في الديون وهمّها لأجلهم وكم عانيت في سدادها وهم يلعبون لا يعون شيئاً من هذه الدنيا المُتعبة.
إنهم لا يعلمون كم استهلكوا من جسد أمهم في تربيتهم ورعايتهم.
ولأنهم لا يذكرون ولا يعلمون نراهم يتعجبون من ردات فعلنا حين نرى منهم البرود وحب الذات والإعراض عنا، فيظنون أننا نبالغ، وليس الأمر كذلك.
ولعل صاحب مقولة : [لا يعرف المرء قدر والديه حتى يصبح أباً أو أماً] قد أدرك هذا المعنى مبكراً.
ومن استشعر حقيقة هذا المعنى استشعر معنى دعاء :{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء : 24].
فالله نسأل أن يرحم والدينا كما ربيانا صغارا].
___
ينبغي على الزوجة أن تكون شديدة الحرص في أن يكون زوجها بارّاً بوالديه، {كما ينبغي على الزوج أن يكون كذلك}، إذ إنّ برّ البارِّ يعود على بيته وعلى أولاده بالخير الكبير، و العكس بالعكس ، والواقع يشهد.
ومعلوم أنّ عظيم البرّ لا يحصل إلا بالتضحية، فليستعد كلا الزوجين لذلك، وليبذلا جهدهما فيما هو شرف ورفعة لهما في الدنيا والآخرة.
والله الموفق.
___
قال صلى الله عليه وسلم : {صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله} رواه الترمذي.
ويوافق يوم عاشوراء لهذا العام 1443هـ :
- في الشام يوم غد الأربعاء.
- وفي المملكة العربية السعودية يوم الخميس المقبل، 19 أغسطس 2021م.
فمن أراد أن يصوم هذا اليوم المبارك فيستحب له أن يصوم معه يوماً قبله أو يوماً بعده.
ومن صام يوم عاشوراء وحده فقد حصَّل أجر صيامه إن شاء الله.
والله تعالى أعلم.
___
زيادة راتب الموظف الذي رُزق بمولود بعد توظيفه قدر ما تؤمن له مصروف مولوده أو قسماً كبيراً منه {في حال كان راتب الموظف يقارب مصروفه أو أقل}، ويمكن أن تجعل هذه المنحة لولدين لكل موظف لا أكثر.
كذا زيادة راتب الموظف الذي تزوج إن كان راتبه بحاجة لزيادة ليعيش وزوجه حياة مقبولة أو كريمة.
يبتغي صاحب العمل بذلك :
- في الأمر الأول التخفيف على الموظف ابتغاء أن يخفف الله عنه كرب يوم القيامة.
- وفي الأمر الثاني التشجيع على العفاف ابتغاء أن يعف الله ذريته ويسلّم الله لهم دينهم.
قال صلى الله عليه وسلم : قال الله عزّ وجلّ : أنفق أُنفق عليك. وقال : يد الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار.
رواه البخاري.
___
إظهار المرأة طرفا من شعرها أو منبته أمر محرم شرعا، إذ إظهار بعضه كإظهار كله في الحُكم.
___
أن تقرأ من قرآن المسجد لا من هاتفك، فتنفع من أوقفه، لعله ميتاً محتاجاً لحسنة عابرة.
___
تزويد الطفل بقطعة طعام زيادة، يقدمها كل يوم لصديق في مدرسته لا تعطيه أمه طعاماً لفقره، فيُجبر خاطر المُعطى، ويتعلم الطفل المعطي الإحسان والصدقة .
على ألا يعوّد الصديق الاتكال على الآخرين.
___
حفظ اللسان خير وأسلم عند الله تعالى من الإكثار من النوافل.
___
إن تعليم الابن الاعتماد على نفسه يكون فيما يمكنه الابن فعله وهذا حسن، أما تركه حين لا مناص من حاجته لغيره {مع التمكن من مساعدته} فلا يورث إلا الحقد والضغينة، إذ يقبح أن يخذله القريب وينصره الغريب.
___
فلتذكر الأم حين تخرج ابنتها بلباس لا يرضي الله - وهي قادرة على ضبط لباسها - قوله صلى الله عليه وسلم :
إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه.
وخُصت الأم بالذكر لأنها أكثر مرافقة لابنتها من أبيها، وهذا لا يعفي الأب بل هو مخاطب أيضا ومسؤول أمام الله.
___
أن يحمد الفقير الله لغنى قريبه.
___
أن يدعو لمن يصلي بجانبه.
___
لا يستوي عند الله من ترغب الناس إليه لقضاء حوائجها لحبه الخير ومسارعته فيه، ومن تتردد الناس في الطلب منه للؤمه وتهربه من ذلك،حاشا لله أن يستويا.
___
فرق كبير بين تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي عنها بأدب وحشمة، وبين تعاملها معه بغلظة، فالأول من الدين، والثاني من سوء فهم الدين.
___
الأصل أن ارتداء الثياب الفاخرة أو قيادة السيارة الفارهة ينعكس على النفس بتعالٍ على الغير، وتظهر آثاره - كحد أدنى - على ملامح الوجه ونظرات العينين، فمن وجد في نفسه ذلك فليحملها على التواضع حملاً مخافة أن يسلب الله منه النعمة التي كانت السبب في تكبره.
___
الطلب من المذنب الظاهر ذنبه الدعاء.
___
عدم مساومة المشتري للبائع البسيط الذي تظهر عليه ملامح الفقر، ولينوِ بفعله هذا أنه معونة له على العيش.
وما سبق إن لم يكن في دفع مراد البائع بالكامل ضرراً على المشتري.
___
كتب يقول :حدث اليوم أنه كان قد بقي على موعدي القليل من الوقت، ولا بد للوصول من سيارة أجرة، فوقفت أنتظر إحداها، وإذ بعجوز يركن سيارته بالقرب مني ويسألني إلى أين؟ أوصلني وبعض من كان واقفا بجانبي، كل إلى وجهته مجاناً، وبصدر رحب، في الطريق حدثني أن شكر النعمة من جنس العمل، فمن يملك سيارة فشكر هذه النعمة أن يخدم الناس فيها، ومن يملك المال أن يساعد به الآخرين، وهكذا، وهذا الكلام وإن كنت قد سمعته في المساجد من قبل، إلا أنه منه كان أبلغ وأحسن تأويلاً.
___
حتى إذا ردّك الله إلى أرذل العمر ، وصرت طريح الفراش ، فاقد الوعي والقوى لا يضحكون عليك، ولا يتهربون من خدمتك، ولا ينتظرون موتك.
___
رحم الله والدي، كان حريصاً على دفعي نحو التميز في الدنيا، والفلاح في الآخرة.
فجزاه الله من والد خيراً.
___
سرطانٌ، يهتك صحائف الأعمال هتكاً.
___
إن لم يتصل بك إلا لمصلحة، إذ عدّك أهلاً لقضاء حوائج الخلق.
___
في أحد الدول الأوربية نادوا بإغلاق المدارس ورياض الأطفال مخافة انتشار فايروس الكورونا، فعلّق أحد مسؤولي دولتهم بما معناه : إن أُغلقت رياض الأطفال وقعت الدولة برمتها في حرج شديد، لأن الأصل عندهم أن كلا الوالدين يعملان، وبالتالي فإرجاع الأطفال لمنازلهم يُجبر أحد الوالدين المكوث مع ابنه {لأن القانون لا يسمح ببقاء الأطفال بمفردهم}، مما يُلحق اقتصاد الدولة بضرر كبير.
وهذه من نتائج الحركة النسوية التي تسعى إلى تخلي المرأة عند دورها الطبيعي، وخروجها من منزلها ابتغاء مغالبة الرجل على دوره.
___
كان بعض غير المسلمين يسخرون من المسلمين لاهتمامهم بأحكام الطهارة في حين الناس وصلت إلى القمر، واليوم نرى أن من سخر البارحة، مع من وصل إلى القمر من أشد الناس حرصاً على تطبيق أحكام الطهارة التي نصح بها الأطباء للوقاية من الفايروس الأخير.
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ۘ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [البقرة : 212].
___
لو أمعنا النظر لتذكرنا أنه منذ بداية البشرية والمرء لا يأمن على نفسه الموت في أي لحظة.
وأن اقتراب الموت من عموم الناس، وتغلغل الخوف في أنفسهم، وموت كثير منهم يومياً ليس عن أهل الشام ببعيد.
وفرق ما بين وباء اليوم وحرب الأمس، أن زمن الحرب كنا نرى بلدات تُهتك، وأخرى تنعم في ذات الوقت وكأن كل واحدة منهما في كوكب، بينما لم الوباء شملهم وذاق كل الناس شعور بعضهم البعض، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى.
___
فالرزق مقسوم أُغلقت الأسواق أو فُتحت، ولا تهلعن من الموت فالأجل مضروب انتشر الوباء أو ضُبطَ، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب ما أمكنكَ، ثم التوكل على رب الأرض والسماوات ما دُمتَ مطمئناً قلبك، ساكناً لقوله تعالى : {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 51].
فلو رَكن المرءُ لمخاوف الواقعِ لهلكَ لكثرتها وضعفهِ، ولو أوى إلى ربهِ - مع أخذه بالأسباب - لسكن قلبهُ.
قال صلى الله عليه وسلم : {يرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد}.
___
إن كثيراً من الأسر قعودهم عن العمل في البيت يقتلهم فقراً، وخروجهم للعمل يقتلهم مرضاً {أي بالوباء}، فالوقت مناسب جداً للتقرب إلى الله تعالى بجبر خواطرهم، وذلك بإخراج الصدقات، والزكاة وإن لم يحل الحول بعد ، فإخراجها حين الحاجة إليها أعظم من إخراجها في رمضان {لمن يكتمل حول نصابه في رمضان} إذ عظم أجر العمل في عظم أثره.
أعن من حولك، الأحوج فالأحوج من الأقارب ثم الأبعد فالأبعد، قال صلى الله عليه وسلم : {ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة}.
جعلك الله من محسني الأزمات.
___
أصدرت منذ قليل وزارة الصحة الكويتية بيان {بشفاء مواطنة تبلغ من العمر 82 عاماً من فايروس كورونا}.
في حين الكثير من الشباب قد ماتوا بذات الفايروس.
لئلا ييأس كبير السن من شفائه، ولئلا يتكل الشاب على شبابه، ولتعلم أن الله على كل شيء قدير.
___
يتجبر ويعلو في الأرض إلى أن يُكُسر بمرض أو بفقد عزيزٍ، وما إن شُفيَ من السقم والفقدان إلا وعاد لجبروته.
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ [عبس : 17].
___
عادة حسنة يُجبر بها خاطر المُعطى وأهله، ويؤجر عليها مخرجها إن أراد بها وجه ربه.
قال صلى الله عليه وسلم : {إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة}.
فجبر الخواطر يرحمنا ويرحمكم الله.
___
يستعظم الكثير ممن يرسل لأهله في الشام مبلغاً معيناً شهرياً ما يُرسله ، إذ يرى أن المئة يورو مثلاً تعادل أكثر من مئة وخمسين ألف ليرة سورية، فيظن أنه قد كفاهم معيشتهم وتكفل بهم، والحق أن مثل هذه المبالغ لا تشكل شيئاً في وجه ارتفاع الأسعار الهائل، فلا تبخلن على أسرتك، فتنعم اليوم أو تدخر لغد ومن ربوك غارقون في فقر مدقع.
وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد : 7].
___
ومعنى ذلك أنه ليس للغني أي فضل على الفقير، أي حين يُسلمها للفقير هو يسلمه حقه لا يتصدق عليه، والفرق في نفسية من يظن نفسه يتصدق ومن يعلم أنه يؤدي حقاً عليه كبير جداً.
___
إخراج الزكاة بصورة توهم أن المال من حر مال المزكي { العيدية أو الهدية مثلاً } وهو فعل حسن لمن خاف أن تتأذى نفس الفقير إن علم أنها زكاة، غير أن البعض يتعمد هذا الفعل ليُظهر للفقير أنه صاحب فضل عليه، وهو في الحقيقة يُعطيه حقه، وهذا يُخشى عليه أن يحبط عمله.
أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات : 2].
___
انتظار الزوجة كلمة {يسلّم إيديكِ} من زوجها لها على تحضير الطعام ونحوه، لا يختلف إطلاقاً عن انتظار الزوج كلمة {الله يعوض عليك} من زوجته له على شراء حاجيات المنزل.
وتقدير مثل هذه التفاصيل مهما صَغُرت من الحاجيات النفسية التي ينبغي لكل من الزوجين أن يشبعها للآخر، وتقصير أحدهما في إشباع حاجة الآخر يضر بعلاقتهما عاجلاً أم آجلاً.
فاللهَ نسألُ أن يعمر بيوتَ المسلمين بكل خير.
___
من اللطائف أن إحدى الدول الأوربية منذ عامين تقريباً قد منعت النقاب تضييقاً على المسلمات المقيمات فيها، مما جعل بعض الأسر - التي تعتقد فرضيته - تتخلى عن كل شيء لتعود إلى بلادها رفضاً لخلعه والخضوع لمبتغاهم، وها هي اليوم ذات الدولة تُصدر قانوناً يوجب على جميع سكانها - ملحدهم ومسلمهم، ذكرهم وأنثاهم، كبيرهم وصغيرهم، حتى مصدري القرارات - تغطية الوجه في الأسواق والمواصلات العامة، كقرار وقائي من الوباء الأخير.
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة : 220].
___
ينبغي أن يكون حرص الزوجة على أن يراها زوجها بأبهى حلة كحرصها في حفلات النساء على التواجد بينهن بأبهى حلة أو أكثر.
كما ينبغي على الزوج أن يحرص على التزين لزوجته حرصه على الخروج بأبهى حلة لأهم مواعيده أو أكثر.
لأن إشباع عين وحاجيات أحد الزوجين الآخر واجب شرعي، وهو عامل رئيس في بث العفاف الاجتماعي في المجتمع.
والله تعالى أعلم.
___
تواضع له وليّن له جانبك وكأنه يعلوك وأنت بحاجته، إذ إن مكانتك لا ترتفع إن أجبته برسالة جافة مختصرة لا تتجاوز الكلمة أو الكلمتين، أو إن قرأت رسالته ولم تُجب.
فمهما كنت رفيع المستوى فهناك من هو أرفع منك ستحيجك الظروف لمكانته، ومهما كنت غنياً عن الناس فلا بدَّ أنك بحاجة لأحدهم، ومعناه أنك ستكون مكان ذاك المسكين الذي ينتظر منك حسن الخلق والمعاملة عاجلاً أو آجلاً، فادّخر لنفسك تعاملاً حسناً يقيك شر الخلق.
قال صلى الله عليه وسلم : {وإن الله أوحى إليّ، أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغ أحد على أحد} رواه مسلم.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___
قدرتك على التصدق تعني أن الله أتاح لك إمكانية أن تكون يدك هي العليا، فاحفظ هذه النعمة بالتصدق وقضاء حاجات الخلق، رجاء ألا يحوجك الله ليوم تكون يدك فيه هي السفلى.
___
قال الإمام النووي رحمه الله :
قال الله تعالى: (فَلا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ) [النجم: 32] اعلم أن ذكرَ محاسن نفسه ضربان: مذموم ومحبوب، فالمذمومُ أن يذكرَه للافتخار وإظهار الارتفاع والتميّز على الأقران وشبه ذلك.
والمحبوبُ أن يكونَ فيه مصلحة دينية، وذلك بأن يكون آمراً بمعروف، أو ناهياً عن منكر، أو ناصحاً أو مشيراً بمصلحة، أو معلماً، أو مؤدباً، أو واعظاً، أو مذكِّراً، أو مُصلحاً بين اثنين، أو يَدفعُ عن نفسه شرّاً، أو نحو ذلك، فيذكر محاسنَه ناوياً بذلك أن يكون هذا أقربَ إلى قَبول قوله واعتماد ما يذكُره، أو أن هذا الكلام الذي أقوله لا تجدونه عند غيري فاحتفظوا به، أو نحو ذلك، وقد جاء في هذا المعنى ما لا يحصى من النصوص، كقول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
}أنا النَّبِي لا كَذِبْ} {أنا سَيِّدُ وَلَد آدَم} {أنا أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ} {أنا أعْلَمُكُمْ باللَّهِ وأتْقاكُمْ}.
___
قال الإمام النووي رحمه الله :[ويُستحبّ :
- أنْ يقول لمن ورد عليه: مرحِّباً.
- وأن يقول لمن أحسن إليه أو رأى منه فعلاً جميلاً: حفظك الله، وجزاك الله خيراً، وما أشبهه، ودلائل هذا من الحديث الصحيح كثيرة مشهورة].
تعليق قسم الإفتاء :
[ودليل ذلك :
- الحديث : {أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مرحبا بابنتي} رواه البخاري.
-قوله صلى الله عليه وسلم : {ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه} رواه أبو داود].
___
قال الإمام النووي رحمه الله :
هذا الباب واسعٌ لا يحصى مَن يتّصفُ به، ولا بأس بذلك.
(باب جواز تكنية الرجل بأبي فُلانة وأبي فُلان والمرأة بأُمّ فلان وأُمّ فُلانة)
اعلم أن هذا كلَّه لا حَجْرَ فيه، وقد تكنَّى جماعاتٌ من أفاضل سلف الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم بأبي فلانة، فمنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه له ثلاث كنى: أبو عمرو، وأبو عبد الله، وأبو ليلى.
___
يضجر كثير من غير الملتزمين من كثرة ما يذكر به العلماء المصلحون عن ضرورة صلاح الأولاد والتزامهم بأمر الله، فيظنون أن دافع تذكيرهم هو الآخرة فحسب، والحق أن صلاح الأبناء يعود على الوالدين بالخير في الدنيا والآخرة، فكم من والد يشكو هجران ابنه له أو سوء معاملته أو تفضيل زوجته وأولاده عليه؟ ما سبب هذه الأفعال؟ عدم التزامهم بلا شك، لينظر الشاكّ بالسبب إلى الملتزمين بحق - لا من يتظاهر بالالتزام - كيف معاملتهم لوالديهم ؟ كيف هي معاملة الإخوة الملتزمين بين بعضهم البعض ؟ تراهم يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم، ثم انظر حال الإخوة غير الملتزمين - أو من فيهم من هو غير ملتزم - كيف الحسد والغيرة والكره يملأ قلوبهم في لعاعة من الدنيا {كالخلافات الإرثية وغيرها} يهجرون بعضهم لأجلها السنوات الطوال ويتبادلون فيها أمراض القلوب واللسان جهراً ثم يورثونها أولادهم وأولاد أولادهم، بئس الإرث الموروث.
ولو أمعنا النظر لوجدنا أن ذلك يرجع إلى ثلاثة أسباب :
١- عدم التزام والديهم قبل الزواج، إذ التزام المرء مبكراً واختياره زوجة صالحة يسهم إسهاماً كبيراً في صلاح ذريته.
٢- تغذيتهم بالمال الحرام، فلا يخفى ما للمال الحرام من أثر سيء على سلوك الأبناء.
٣- سوء تربيتهم، وهذا يستلزم اختيار الزوج زوجة مربية والعكس، إذ ليس كل أحد يُحسن التربية، بل يقل ذلك ويكاد يندر.
والله المستعان، وإليه المشتكى.
___
تقديم المُتصدق صدقته بأجمل صورة :
- فلو تصدق بمال مثلاً حرص على أن تكون الأوراق النقدية جديدة ومرتبة وكأنها إخراج بنك، وأن تخلو من الفئات النقدية الصغيرة.
- ولو تصدق بقطعة ثياب حرص على تسليمها له بعد تصليحها إن كان بها عيب بسيط، وغسلها وكيها وطيها بما تستحسنه العين.
قال صلى الله عليه وسلم : {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} رواه البخاري.
___
في هذه الأوقات التي يطول فيها الليل يمكن لمن يجد صعوبة في الاستيقاظ قبل الفجر أن ينام بعد دخول ثلث الليل الآخر، فيدعو وينام، إذ يدخل ثلث الليل الآخر في هذه الأيام في وقت مقبول عند البعض {يدخل اليوم في دمشق مثلاً الساعة 12:37}.
___
قال الرازي رحمه الله في تفسيره :
[واعلم أن هذه الآية دلت على أن كل من وسع على عباد الله أبواب الخير والراحة، وسع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة، ولا ينبغي للعاقل أن يقيد الآية بالتفسح في المجلس، بل المراد منه إيصال الخير إلى المسلم، وإدخال السرور في قلبه، ولذلك قال عليه السلام: {والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} رواه مسلم].
___
هنيئاً لمن وفقه الله تعالى لكفالة طالب علم ديني أو دنيوي يُرجى منه فيما بعد نفع البلاد والعباد، إذ تعد كفالته له صدقة جارية تنفعه يوم القيامة إن شاء الله.
قال صلى الله عليه وسلم : {إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة ؛ إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} رواه مسلم.
___
الحرمان من مثله، إذ عدم التقدير يُشعر صاحب المعروف بشعور سلبي {وهو الذي بذل معروفه ليُشعر الآخر بشعور إيجابي} مما يدفعه إلى عدم تكرار فعله والبحث عمن يستأهل معروفه، وشعوره السلبي النابع من عدم التقدير لا يتنافى مع إرادته بمعروفه وجه الله تعالى.
والمتتبع لنصوص الوحي يجد أن الشرع قد راعى هذه المسألة، فتارة يحث من قُدّم له المعروف على رده، كقوله صلى الله عليه وسلم : {ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه} رواه أبو داود.
وتارة يُذكّر الناس بالفضل بينهم، كقوله تعالى : {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة : 237]، وإن كانت الآية تتكلم عن فضل الأزواج على بعضهم البعض لكن التعميم بأمر الناس عامة ألا ينسوا الفضل بينهم صحيح موافق لمقاصد الشرع.
وتارة يُحذر من نكران المعروف تحذيراً شديداً، كقوله صلى الله عليه وسلم : {أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن}. قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : {يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ؛ لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط } رواه البخاري.
فعلى المسلم أن يُدرّب نفسه على تقدير معروف غيره له كأبيه وأمه، زوجته وابنه، صاحبه وجاره، مديره ومن هو مسؤول عنه، وغيرهم ممن لهم فضل عليه، وإن تكلف ذلك تكلفاً لما يعود ذلك عليه وعلى صاحب المعروف وعلى المجتمع الإسلامي ككل = بالخير والسعادة.
والله تعالى أعلم.
___
لا يجوز إبقاء المزكّي الزكاة عنده، فكلما أتاه فقير أعطاه وذلك على مدار العام، بل الواجب أن يفرقها فور وجوبها أي عند حولان الحول {أي بعد مضي عام هجري كامل على بلوغ النصاب}، وعليه أيضاً فتأخير البعض إخراج زكاة مالهم لإخراجها في رمضان غير جائز.
جاء في حاشية الدسوقي : [ووجب (تفرقتها) على الفور : وأما بقاؤها عنده وكل ما يأتيه أحد يعطيه منها فلا يجوز].
والله تعالى أعلم.
___
إذا تأخر أحد أولادهم في يوم من الأيام عن الاستيقاظ و فاته الامتحان في المدرسة فسوف تشعر أن زلزالا قد وقع أو أن القيامة قد قامت، أما أن تفوت أولادهم صلاة الفجر في وقتها ثلاثمئة يوم في السنة، فهذا طبيعي ولا يستحق الانزعاج!
لا تعليق.
منقول عن د. عبد الكريم بكار.
___
الفصل الأول في النية في الطهارة والصلاة :
اعلم رحمك الله: أن النية هي: القصد والعزم على فعل الشيء. ومحلها القلب. لا تعلق لها باللسان، وكذلك لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه في النية لفظٌ بحالٍ. ولا سمعنا عنهم ذكر ذلك.
وهذه العبارات التي أحدثت عند افتتاح الطهارة والصلاة، وجعلها الشيطان معتركاً لأهل الوساوس يحبسهم ويعذبهم فيها، ويوقفهم في طلب تصحيحها، فيرى أحدهم يكررها ويجهد نفسه في اللفظ بها كأنه يجد ثقلاً يدفعه!
- ليست من الصلاة أصلاً.
فإنما النية (قصد فعل الشيء). فكل عازم على شيء فهو ناويه. وكل قاصد لشيء فهو ناويه. لا يتصور انفكاك ذلك عن النية لأنه حقيقتها. فلا يتصور عدمها في حال وجودها.
ومن قعد ليتوضأ، فقد نوى الوضوء، ومن قام ليصلي فقد نوى الصلاة. ولا يكاد العاقل يفعل شيئاً من عباداته ولا غيرها بغير نية.
فالنية أمر لازم لأفعال الإنسان المقصودة. ولا يحتاج إلى تعب ولا تحصيل.
ولو أراد إخلاء أفعاله عن نيته، لعجز عن ذلك. ولو كلفه الله الصلاة والوضوء بغير نية، لكلفه ما لا يطيقه، ولا يدخل تحت وسعه.
وما كان هكذا فلا وجه للتعب في تحصيله. وإن شك في تحصيل نيته، فهذا نوع جنون! فإن نوع علم الإنسان بحال نفسه، أمر نفسي فكيف يشك فيه عاقل من نفسه؟
ومن قام ليصلي صلاة الظهر خلف الإمام، كيف يشك في ذلك؟ ولو دعاه داعٍ إلى شغل في تلك الحال لقال: إني مشغول أريد صلاة الظهر.
ولو قال له قائل في وقت خروجه إلى الصلاة: أين تمضي؟ لقال: إلى صلاة الظهر خلف الإمام.
فكيف يشك عاقل بهذا من نفسه وهو يعلمه يقيناً؟
بل أعجب من هذا أن غيره يعلم نيته بقرائن أحواله فإنه إذا رأى إنساناً جالساً في الصف في وقت الصلاة، عند اجتماع الناس علم أنه منتظر للصلاة.
وإذا رآه قد قام عند إقامتها، ونهوض الناس إليها علم أنه قد قام ليصلي فإذا رآه في المحراب علم أنه يريد إمامتهم.
وإذا رآه في الصف علم أنه يقصد الائتمام بذلك الإمام.
وإن رأى إنساناً نازلاً إلى السقاية عند قرب الصلاة غلب على ظنه أنه يريد الوضوء ونيته، فإن رآه جالس على حوضها يتهيأ للوضوء علم أنه يريد الوضوء إياه.
فإذا كان غيره يعلم نيته الباطنة بما ظهر من قرائن الأحوال فكيف يجهلها هو من نفسه؟ مع اطلاعه على ظاهره وباطنه.
هذا من المحال.
وقبوله من الشيطان أنه ما نوى، تصديق له على جحد العيان -وإنكار للحقائق المعلومة يقيناً- ومخالفة للشرع ورغبة عن طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته وأحوال صحابته والأئمة من بعدهم.
___
الالتفات لمصلحة الموظف المُجد، مثاله :
- مراعاة صحته، فلا يكون العمل المطلوب منه على حساب عافيته، وإن كانت طبيعة العمل تتطلب ذلك فيتعين البحث عن بدائل تقي الموظفين ذلك.
- تطوير مهاراته {بإخضاعه لدورات اتدريبية مثلاً}.
- ترقيته، وهي من المكافآت التي لا مناص للمنصف منها.
- تحسين مدخوله {وذلك بالنظر إلى جهوده في العمل وإلى مصروفه الشهري}.
قال صلى الله عليه وسلم : {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} رواه البخاري.
وقال عليه الصلاة والسلام : {والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه} رواه مسلم.
___
- استمرار الدائن في نهجه بقضاء حوائج الخَلق.
- وجبر خاطر المدين وتفريج كربه.
- وتنفيس كربة من كرب يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم : من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
___
مُراعاة حال غيره :
فلا يَنشط أمام العاجز والعجوز.
ولا يُكثر الكلام أمام من لا يسمع.
ولا يَصف ويتغزل أمام من لا يرى.
ولا يتحدث عن أولاده أمام من لا يُنجب.
ولا يتحدث عن ماله أمام مُعسر.
ولا يتحدث عن صفاء علاقته بزوجته ونجابة أولاده أمام من هو مفتقر لذلك.
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : 134]
___
معلوم أن لكل زمان أسلوباً يُخاطب به أهله، والناظر لزماننا يرى الكثير من أهله منتهكين لحرمات الله جهلاً أو عمداً.
فنحن في زمن تقتضي الحكمة فيه التركيز في المجالس العامة على الواجبات والمحرمات، وتأجيل الحديث عن المكروهات والمستحبات، ويبقى التشديد على مكروه أو مستحب في المجالس الخاصة ولمن يعرف المدرّس حالهم بأنهم قد جاوزوا مرحلة الانغماس فيما حرم الله إلى دائرة المباحات.
ومثله ترك التشديد على قول مختلف فيه بين الفقهاء اختلافا معتبرا، والتركيز على المجمع عليه بينهم.
___
البعض يعتقد أن الراحة لكبار السن مفيدة، وأنّ جزءاً من بر الوالدين أن تطلب منهما أن يقللوا حركتهما والمجهود الذي يبذلانه في المنزل أو في الخروج للشارع، لكن الأبحاث تثبت عكس ذلك.
أولا : إن كبر السن لا يعدّ مانعاً من ممارسة الحركة و النشاط و بذل المجهود.
ثانيا: إن كبار السن كلما تزايد مجهودهم كلما تحسنت صحتهم و منعت ظهور الأمراض عليهم و متوسط العمر لديهم يكون أعلى وأطول.
ثالثا: إن كبار السن يكونون أضعف وهذا طبيعي، لكن دفعهم لممارسة نشاط حركي ولو حتى لمدة نصف ساعة يوميا يرفع من قدراتهم الجسدية والمناعة والصحة العامة و وظائف القلب والتنفس.
و هذا مقال باللغة الإنجليزية فيه ملخص عن هذا الموضوع :
https://news.harvard.edu/gazette/story/2021/11/age-actively-harvard-researchers-say/
المصدر : صفحة الطبيب خالد عمارة على الفيس بوك :
https://www.facebook.com/275985519178726/posts/4561620437281858/?sfnsn=mo
___
ما حكم تأخير إخراج الزكاة لعدم وجود مستحقين ؟
وهذا يدل :
- على اتساع الفجوة بين طبقتي الأغنياء والفقراء، في زمن يعج بالفقراء والمَدينين.
- وعلى فقدان الثقة بالجمعيات الخيرية التي أغاثت آلاف الأسر في السنوات الماضية ولا تزال {كجمعية البركة - في دمشق - على سبيل المثال لا الحصر}، وإن أساءت بعض الجمعيات فهذا لا يسلب الثقة من الجميع لأجل البعض.
فيمكن لمن تعذر عليه الوصول للمستحقين {بعد البحث عنهم وبعد إغناء أقاربه لأنهم أولى من غيرهم} أن يوكّل بعض أقاربه أو معارفه ممن هم أقرب للمستحقين منه، أو أن يدفع زكاته في إحدى الجميعات الموثوقة.
وليذكر أن الزكاة متى وجبت صار المال من حق غيره ، قال تعالى : {۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا} [النساء : 58].
والله المستعان.
___
سل الحكيم ولا بأس بسؤال المجرّب.
فالحكيم {أي المختص في أي مجال كان} يُنبيك عن الجواب بما أوصله إليه علمه، وعلمه - إن كان طبيبا مثلا - مبني على التجارب والفهم الدقيق لها.
فهو خبير عن علم وتجربة، قال تعالى : {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر : 14].
أما المجرّب فحصلت له التجربة فقط دون علم بالسبب الذي أوصل إلى نتائج التجربة، فهو يأخذ بظاهر الأمر فقط دون دراية وبحث وتدقيق بخلاف أهل الاختصاص.
ولا يضر العمل بما نصح به المجرّب ما لم يخالف قول المختص.
والله تعالى أعلم.
___
لا ينبغي للمرء أن يغتر بمدح الناس له، أو أن تتعاظم نفسه في نفسه حين يُخاطب بما يُشعر علوه على غيره نحو السيد فلان أو الدكتور أو الأستاذ وغير ذلك.
بل ينبغي :
- أن يحمد الله على نعمة الستر فلولا ستر الله لظهرت عيوبه الكثيرة ولعُلمت ذنوبه الصغيرة والكبيرة مما يسقطه من أعين الناس أجمعين، حتى من عيني أمه وأبيه.
- أن ينظر إلى حقيقة نفسه بأنه لا حول له ولا قوة فيما وصل إليه، إنما هو محض فضل من الله، هيأ له الأسباب والقدرة ووفقه للأخذ بها بقدرته تعالى فالفضل كله لله وحده، أما العبد فلو وكله الله إلى نفسه خاب وخَسر، فمن ذَكر ذلك لم يُعجب بنفسه.
- وأن يَذكر بأن الله قادر بلحظة - بلحظة على الحقيقة لا المجاز - أن يجعله أسفل سافلين لا يعلم شيئاً حتى اسمه، ويجعل من هو في أسفل سافلين في أعلى عليين، فمن علم ذلك لم يتكبر إذ لا يأمن على نفسه.
___
لا أقل من أن يؤمّن المغترب لأهله أحد مقومات التدفئة وإن ضيّق على نفسه بعض الشيء.
وهو نوع من أنواع شكر نعمة الدفء التي أنعمها الله عليه، وصلة رحم، وصدقة يرجو صاحبها الفضل الأخروي من ربه.
وإن أمكنه مساعدة الغرباء من الفقراء والمساكين - بعد مساعدة أهله - ففي ذلك خير كبير.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___
كثيرا ما يظن الناصح لأحد الزوجين أنه يفعل خيرا ويريد مصلحة من ينصحه، لكنه في الحقيقة هو يُفسد العلاقة بين الزوجين علم بذلك أم لم يعلم.
قال تعالى : {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام : 43]
فليحذر الناصح من لسانه، مخافة العقاب من الله.
قال صلى الله عليه وسلم : {ليس منا من خَبَّبَ امرأة على زوجها} رواه أبو داود.
خَبَّبَ : أي خدع وأفسد.
___
إن معاملة الوالدين ابنهما العاق مثل معاملتهما لابنهما البار = يضر البار ضرراً نفسياً، مما ينعكس ذلك على برّه فيقِل.
وليس هذا تبريرا للبار إن قلص برّه، إنما دعوة للوالدين إلى مراعاة تفاوت بر أولادهم فلا يعاملونهم جميعا معاملة واحدة وبرّهم متفاوت جداً.
{هل تستوي الظلمات والنور} ؟
[الرعد : 16]
___
كثيراً ما يواسي المرء نفسه إن نزلت به مصيبة بأنها ابتلاء ورفع درجات وتطمئن نفسه كذلك بمواساة الناس له بمثل تصوره.
بينما غالباً ما تكون المصيبة عقوبة على ذنب اقترفه قديماً كان أو حديثا، يذكره أم لا يذكره، بل ربما ظنه ليس بحرام أصلاً تمسكاً بقول شاذ أو لإعراضه عن كلام العلماء الثقات.
من أمثلة ذلك : عدم اعترافه بحقوق أناس في ذمته بحجج واهية.
كذا من سلط لسانه على بعض خلقه بالغيبة والنميمة وهو غير معترف بكونها غيبة أو نميمة أصلاً.
فهؤلاء وغيرهم إن نزلت بهم مصيبة ظنوها ابتلاء وهي عقوبة، قال تعالى :{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى : 30].
ومن صور العقاب :
انشغاله بالدنيا عن الأعمال الصالحة.
هموم و أحزان تنزل به فتنسيه نفسه وأولاده ومن يلوذ به.
والأمثلة كثيرة، وفيما ذُكر كفاية للحث على تصحيح المسار والتوبة وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
والله المستعان وهو أجل وأعلم.
___
فمن عمل عملا لله تعالى لا تسوؤه النتائج السلبية، عكس من عمل عملا لدنيا يصيبها.
مثال ذلك :
من حملت وأنجبت لحبها للأطفال أو لتشبع حاجتها النفسية فتُصبح أمّاً، فهذه المرأة لو صار ولدها عاقاً حين كَبُر أو انتهج نهجا في حياته خلاف مراد والدته = فسيتملكها الألم والحُزن والنَدم.
بخلاف من أنجبت تبتغي بإنجابها وجه الله تعالى، كأن تكون نيتها إنجاب من ينفع الإسلام والمسلمين = فهذه لو انتهج ولدها نهجا مخالفا تماما لمرادها لن تندم على إنجابه، لأنه وقع أجرها على الله لنيتها وسعيها في تنشئة ولدها بحسب نيتها.
فالتجارة مع الله لا ندم فيها، بخلاف المتاجر مع الدنيا فلا تخلو حياته من نَدمٍ، من هنا تتبين أهمية الحرص على أن تكون كل الأعمال خالصة لله تعالى.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___
تميل النفس البشرية عادة إلى كتمان أمورها المالية، لكن الشفافية بدرجة معينة في حيز المساعدات = مطلوبة.
مثاله : يكون في الأسرة أكثر من مغترب، وأخوهم في الشام فقير، يظن كل منهم أن الآخر يساعد أخاهم الفقير سراً فيتخلوا عنه جميعاً من حيث علموا أم لم يعلموا، والصواب التنسيق بينهم والاتفاق على إرسال مبلغ له يكفيه شهرياً، وذلك بتقسيمه عليهم ولو بنسب متفاوتة.
وعكسه : فقد يكلف المغترب نفسه فوق طاقتها ثم يتبين أنّ جميع إخوته يرسلون له سراً أيضاً، فيجتمع عند المرسل له فوق كفايته على حساب ضغوطات بعض إخوته.
والشفافية والتنسيق بين الإخوة {ذكوراً كانوا أم إناثاً} ينهيان الخلل في المسألتين.
قال تعالى : {۞ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 114]
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___
لا بد للمسلم الغارق في ضغوطات الحياة من تغذية روحه ليستمر، وعقله لينضج، وخير غذاء للروح ذكر الله تعالى، وخير غذاء للعقل العلم {بنوعيه الديني والدنيوي}، وأيسر طريق في ظل مشاغل الحياة هو قراءة أو مشاهدة شيء يسير يومياً، إذ ليس البحر إلا اجتماع النقط، فقراءة صفحة كل يوم مع تفسيرها أو حديث مع شرحه أو فتوى أو بضع صفحات من كتاب ما ، أو درس علمي على اليوتيوب = له فائدة عظيمة مع مرور الوقت، فكم من أناس أنهوا كتباً بهذه الطريقة !
فهنيئاً لمن وفقه الله لورد يومي من العلم والذكر و نسأل الله التوفيق للبقية.
تنويه : إن قرر المسلم ذلك بذل الشيطان كل جهده لصرفه عنه بملهيات كثيرة، وكثيرا ما يلهيه عنه بالتسويف والتأجيل حتى ينتهي اليوم ولم يقرأ شيئاً من ورده، فليحذر، قال تعالى : {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [الزخرف : 62].
والله تعالى أعلم.
___
مثاله :
تأمين الدفء اليوم لمن يفتقر إليه، أعظم أجرا من مساعدة ذات الشخص في رمضان وهو غير محتاج، أو حاجته حينئذ أقل من حاجته اليوم.
قال تعالى : {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد : 22].
___
كثيرًا ما تتذمر النفس من مسألة الرزق، فتسأل مراراً : لم زاد صاحب العمل دخل فلان ولم يزد لي؟ لمَ تعطل الجهاز الفلاني؟ لم فلان ساعد ذاك ولم يساعدني وأنا أولى؟ لم حرمني فلان من الأمر الفلاني ؟ إلخ.
والجواب أكبر من الإجابة على هذه المسائل الفرعية :
فقد يكون السبب في قلة الرزق تقصير الشخص في الأخذ بالأسباب الدنيوية.
وقد يكون السبب ذنباً ما، قال صلى الله عليه وسلم : {وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه} رواه ابن ماجة، والحديث وإن كان مختلف في ثبوته غير أن معناه صحيح ثابت بالتجربة.
وقد يكون امتحاناً من الله له لفترة معينة ثم يغدق تعالى عليه بالرزق الوفير.
وقد يكون رزقه القليل هو حظه من الرزق الذي كتبه الله له وهو في بطن أمه.
والمسألة غيبية، والمسلم مطالب على كل حال بالأخذ بالأسباب وترك الذنوب والتوكل على الله.
___
في الفصل بين الرجال والنساء في اجتماعات أسرتك سدد وقارب وإن سخط من سَخط.
و أول حاث على ذلك وفاعل له = له أجر من استنّ بفعله من بعده إلى ما شاء الله.
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___
{من صلاة أو صيام أو صدقة أو قضاء حاجة أحدهم وغير ذلك} ، إذ لعل رحمة الله التي تحوطك هي بسبب هذا العمل الصغير، فلعلك إن غيرت عادتك تغير حالك، قال تعالى : {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال : 53].
___
ومن لا يملك المال لذلك فليُذكّر غنياً يعرفه لعل بتذكيره إياه يُجبر خاطر أسرة بكاملها.
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة : 148].
والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
___