إدارة الموقع
معلوم أن النفس البشرية مفطورة على حب الشعور باللذة والسعادة، وفرق ما بينهما أن [ اللذة فعلاً تأتي في الغالب من وراء تناول شيء أو لمس شيء أو النظر إلى شيء محسوس، وهي تتصف بكونها عابرة ومؤقتة, فالتلذذ بالطعام والشراب والنوم على فراش وثير يكون ما دمنا متلبسين بذلك ومباشرين له، فإذا انصرفنا عنه إلى شيء آخر انتهت اللذة, وصارت ذكرى.
أما السعادة فإنها ليست شيئاً عابراً, إنها نوع من التربع على قمة السرور والانشراح والرضا والطمأنينة، وهذا ينشأ في معظم الأحيان من شعور المرء أنه على الطريق الصحيح وأنه في المكان الصحيح والموقف الصحيح والعلاقة الصحيحة.
باختصار إنه الشعور الذي ينشـأ من اعتقاد المرء أنه يعيش وفق مبادئه وقيمه وقناعاته ] انتهى باختصار من موقع إسلام ويب.
وفي الواقع فإن أكثرنا يبحث عن اللذة {وإن سماها سعادة} أكثر من بحثه عن السعادة بتعريفها السابق، لما تحدثه اللذة من نشوة يفتقر إليها في ظل ما يعيشه من ظروف، والنفس تسعى جاهدة لأن يدوم هذا الشعور ما استطاعت لذلك سبيلاً ، والحق أنه شعور مؤقت لا محالة، شاءت أم أبت، فحين تفشل في إطالة عمر هذا الشعور تتحول اللذة إلى حزن يُنسيها النشوة التي شعرت بها قبل ذلك، ومثال ذلك من يخرج في نزهة يريد أن يسعد بها طيلة مكوثه خارج البيت، {وهذا لا يكون إلا نادراً} فقد يُزعجه سائق سيارة بجانبه لم ينتبه له، أو تلوّث قميصه أو كلمة عابرة، بل قد يزعجه
شعوره بحرقة من طعام دفع الكثير لأكله حباً به ! بل قد تزعجه حاجته لدخول الخلاء وبُعد الحمامات عنه بما يشق عليه الوصول إليها.
فتعكير هذا التفصيل الصغير صفو ذاك الحدث الكبير سببه خطأ في تصوره لمعنى اللذة، لا أن ذاك التفصيل الصغير كان أرجح تأثيراً على ذاك الحدث الكبير.
فإن نظر المتلذذ للذة على حقيقتها أصاب، وإن نظر لها على ما تهواه نفسه فقد ظلم نفسه.