وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

إدارة الموقع

لو تمعنّا في تصرفات البشرية أجمع وفي كل المجالات لرأينا أكثرهم مقتنعاً بما يصدر منه من قول وفعل، مبرراً له ويستدل لصحته، يعتقد بذلك أنه محق مصيب.

سل الملحد والفاجر والعاق وآكل أموال الناس بالباطل، سل المتكبر والمرائي وقاطع الرحم والجاهل، سلهم جميعاً، ستجد عندهم من المبررات ما تسكن به أنفسهم، {وإن كانت تسكن إلى باطل}، ومما لا شك فيه أن الحق واحد لا يتعدد، وأنهم جميعاً سيخضعون يوم القيامة لحكم ملك عادل لا يظلم مثقال ذرة، {ولو خضعوا لشرع الله في الدنيا لسلموا في الآخرة}، فليعتقدوا وليفعلوا ما شاؤوا، إنما الآخرة موعدهم، {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود : 81] ؟
ومن هنا كان وما زال قول الله تعالى :{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف : 103-104] يزلزل قلوب العلماء والصالحين، يخشون أن يكونوا على الباطل وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.

ومن هنا أطال ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في بيان تلبيس إبليس على الناس أجمع، صالحهم وطالحهم، عالمهم وجاهلهم.
فاللهَ نسأل ألا يكلنا لأنفسنا طرفة عين.
والله تعالى أعلم.