إدارة الموقع
كتب أحد المغتربين في الدول الأوربية يقول :
عزمت مرة أن أجمع التبرعات ممن حولي لشراء أحد حاجيات مؤسسة دعوية تطوعية، وإجمالي المبلغ يُقدر بخمسمئة يورو، فأخذ البعض يتبرع بعشرين والمُكثر منهم تبرع بخمسين، {والخمسون يورو في أوربا لها قيمة سوقية جيدة، لكنها لا تُزعج المتبرع غالباً }، بعد أن بذلت كل وسعي وتكلمت مع كل من يغلب على ظني أنه لن يخيبني بقي مئتا يورو ليكتمل المبلغ، فقلت لم يبق لي إلا أحد حفظة كتاب الله {وهو جامع للقراءات العشر ، والذي يعمل في تنظيف السيارات، وقد رضي به عملاً كي لا يعمل فيما حرّمه الله}، وسبق أن تبرع هذا الرجل بخمسين يورو لذات الأمر، مع أنه يعد من الفقراء لكثرة التزاماته وقلة مورده، فقلت له الواقع وكنا في طريقنا ليأتي ببراد من عند أسرة أوربية تريد التخلص منه {أي بشكل مجاني، وهذا متعارف عليه في أوربا، وغالبا يكون السبب شراؤهم لجديد أو لأنه قارب على التلف}، فأعطاني مئتي يورو فوق الخمسين التي سبق و تبرع بها ! قلت له : لكن زوجتك وأولادك أولى بهذا المبلغ ولعل من حولك يستطيع التبرع والمساعدة، فقال : أعدّ نفسي وكأني اشتريت البراد، فخذ المال وتوكل على الله. {علماً الذي دفعه هو أربعة أضعاف ثمن البراد مستعملاً }.
فصُعقت كيف يتحرى التضييق على نفسه في النفقة ليكفيه المال، ثم هو يتعامل بهذا السخاء!
فعلمت أن قلبه تشرب القرآن، موقن بقوله تعالى :{۞وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ} [البقرة : 272]
وبقوله عزّ وجل :{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبإ : 39].
وبقوله صلى الله عليه وسلم : {قال الله عزّ وجل : أنفق أنفق عليك}.
نسأل الله أن يجعلنا من المتصدقين المتقبلين، وأن يهبنا صدقة جارية عظيمة النفع إلى يوم القيامة.