صادر عن الموقع
إنَّ مما يؤلم القلب واقع وسائل التواصل الاجتماعي من التفاعل الهائل على صور و مقاطع الفنانين والفنانات، المُضحكين و المضحكات، بينما نرى عكس ذلك تماماً على الحسابات الإسلامية الدعوية.
و السبب إما من قِبل الحسابات الإسلامية كوجود خللٍ في المادة أو في طريقة عرضها، أو من قِبل المُتابع، كأن يكون متّبعاً لهواه، وقد يجتمع السببان.
وإتقان عمل الحسابات الإسلامية هي السبيلُ إلى صلاح المُتابع وتحريره من اتّباع هوى نفسه إلى اتّباع حكم الله تعالى :
ولإتقان عملها أربعة أمور :
الأول، فهم واقع هذه الوسائل وأنها متباينة فيما بينها :
فأكثر متابعي الحسابات الإسلامية على الواتس أب { و أقلهم تفاعلاً } هم من كبار السن، بعكس الفيس بوك الذي أكثر متصفحيه من فئة الشباب، أما رواد الانستغرام فهم فئة معينة من الشباب من محبي الفنون الجميلة.
فما يُقدم على الواتس لايصلح لتقديمه على الفيس، ومن باب أولى ألّايصلح للانستغرام.
الثاني، اختيار المحتوى :
وذلك بالابتعاد عن المسائل الخلافية العقائدية و الفقهية.
واختيار ما تُعنى به شريحة كبيرة من المجتمع.
على أن يكون ذا أسلوب حسن، و مختصر ما أمكن لذلك سبيلا، وللترغيب أقرب منه للترهيب.
الثالث، التأكد من سلامة المحتوى :
على سبيل المثال :كثيراً ما يذكر بعض الدعاة - سهواً - حديثاً ضعيفاً بصيغة الجزم، وهذا غير جائز فإعادة نشره يوقع الناشر في الإثم، والبحث عن حكم الحديث { الراجح } شاقٌّ إذ يستلزم سؤال أهل الاختصاص حصراً، ولكن يمكن البحث - مبدئياً - عن حكم الحديث في موقع { الدرر السَّنية } فيظهر للباحث أحكام المحدثين عليه، فإن وجد أن هناك من حسّن الحديث أو صححه فلا بأس حينئذٍ من نشره.
ومعنى صيغة الجزم : أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وصيغ الجزم تكون لرواية الحديث الصحيح )، بينما الحديث الضعيف فلاتجوز روايته إلا مع بيان ضعفه، كروايته بصيغة التضعيف : ك روي و حُكي و قيل الخ.
الرابع، طريقة العرض :
- فإن كان نصاً :
ألا يكون طويلاً، وإن عُرض ضمن صورة فأفضل، ليلفت الانتباه أكثر.
- وإن كان صورةً :
أن يكون تصميماً جميلاً مميزاً، إذ التغذية البصرية نوعٌ مهم جداً من أنواع الدعوة، وخاصة في ظل التصميم المُتقن للصور المتفلتة، فإن تعذر ذلك فعرض المحتوى نصاً أفضلُ مئةَ مرة من تشويه الدعوة بعرض صورٍ بدائية التصميم ، لذا يحسُن التعاون مع المصممين إذ هو اختصاصٌ بحدِّ ذاته يُدرس لأربع سنوات.
- وإن كان مقطع فيديو :
أن يكون لداعية ألقى الله محبته في قلوب خلقه، وألا يتجاوز طوله ثلاثة دقائق، وإن أمكن اختزاله لدقيقة فحسن، وأن يخلو من المقدمات والتأثيرات الصوتية، وألا يكون عنوانه شارحاً مضمونه و ألا يكون مثيراً للفضول بطريقة تجارية بشعة، وأن يكون ذا دقة عالية.
مع الحرص على :
ألا تزيد المنشورات اليومية على اثنين على الفيس بوك، و واحد على الواتس، مع مراعاة وقت تفرغ الناس لوسائل التواصل { أي مساءً }.
وعلى تقديم المادة بشكل مباشر { على الفيس } دون تحويل المتابع للمحتوى عبر الروابط .
والله من وراء القصد.