صادر عن الموقع
شهدنا مؤخراً - بفضل الله تعالى - عدة فعاليات دعوية على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الواتس اب خاصة إذ نرى العشرات من المجموعات تنشر يومياً الخير لمتابعيها، وهنا ملحظ لابدَّ منه :
إن مثل هذه الفعاليات هي من أنواع الدعوة الجماعية، فمرتكزها الأساسي هو تعاون المختصين فيما بينهم، لذا كان الترميم أصح من التأسيس، أي من أراد البدء بأي عمل دعوي فيبحث أولاً عن عمل أُنشئ قبل ذلك يفتقر لعلمه أو لجهده أو وقته.
فإن لم يجدهم بحاجته فيبحث عن ثغرات عملهم ويحاول ترميمه بالتعاون معهم، فإن لم يجد فيعمل على تطويره، فإن عجز فمعناه أنهم مختصون متميزون، حينئذٍ يحاول إيصال نفعهم للناس، وحثَّ الناس على الانتفاع بهم، فهو معهم بالأجر سواء، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، فإن عجز فيبحث عن عملٍ دعوي آخر يُحقق فيه نفعاً للمسلمين أكبر.
بهذه الآلية نكون قد استثمرنا الجهد والوقت مع الإتقان والتميز.
أما أن نؤسس أعمالاً سُبقنا إليها وبإمكانيات أقل فهذا لاينبغي، لأنه يضرُّ الداعي لتمكنه من استغلال جهده ووقته وعلمه بشكل أفضل، ويضرُّ المتابع لتقديمه له المفضول مع وجود الأفضل.
وعلى سبيل المثال لا الحصر :
ثلة من الأكارم قاموا بإنشاء مجموعات واتس للإفتاء بالتعاون مع مفتٍ فاضل جزاهم الله كل خير :
والحق أن الإفتاء بهذه الطريقة ضرره أكبر من نفعه، فالشيخ يكتفي بذكر قول مذهب واحد في المسألة دون بيان المذهب المُفتى به، ودون ذكره بأن المسألة خلافية، مما يجعل المستفتي يظن أن الحكم متفّقٌ عليه، مما يؤدي لإنكار الناس بعضهم على بعض !
ثم إن المفتي قد يسهو و يُخطئ، وهذا وارد وطبيعي وقد حصل من كبار المفتين ولايعيبهم، وهو أكثر احتمالاً في الإجابات سريعة، فينبغي أن تُدقق الفتاوى قبل نشرها.
وكان الأولى من هذا دلالة الناس على مواقع مختصة بذلك، سواء كان موقع الغفران أم غيره، فالغاية إفادة المسلمين لا الشهرة، وهو مانحرص عليه في الموقع، إذ المتصفح له يرى نوافذ مخصصة لدلالة الناس على المختصين، كنافذة { مواقع وتطبيقات يُنصح بها } و صفحة { كتب ودروس يُنصح بها } وغيرهما.
واللهَ ندعو أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
والله من وراء القصد.