الفقه الإسلامي - الأحوال الشخصية - الإرث - أحكام الإرث
رقم الفتوى 10880
نص السؤال مختصر

مسألة إرثية.

نص السؤال الكامل

شقيقي مقيم منذ ٥٠ سنة في فرانسا ارسل الى والدته نقود لمساعدتا بشراء بيت لها. وأرسل جزءا اخر لشراء شقة سكنية لنفسه. ( منذ حوالي ١٥-١٨ سنة ) طلبت منه الوالدة ان تضم نقوده وتشتري شقة واحدة ودفع ٩٠ ٪‏ من قيمة الشقة في منطقة جيدة في دمشق .. وقد وافق على كتابة الشقة باسم الوالدة لإدخال السرور الى قلبها . نظرا لانتقالها عدة مرات علم ان الوالد تزوج من امرأة اخرى. بعد مرض الوالدة واختلاف بقية الأولاد فيما بينهم بسبب تقصير بعضهم في زيارة الوالدة والاهتمام بها تبين لاحقا ان احد الإخوة وبمساعدة بعض اخوته قام بتسجيل الشقة باسمه وتم اخفاء الموضوع ٤ سنوات حين وفاة الوالدة .٢٠١٤... تبن ان الشقة باسم احد الإخوة ورفض اعادة الشقة حتى يأخذ أو يستلم حصته من الارث ..وتحاول زوجته ان تبعده عن اخوته وترد على الهاتف . السؤال هل الشقة تعتبر إرث. ؟؟؟ ملاحظة الذي دفع قيمة الشقة ليس له عقار اخر وبريد العودة. الى سورية لأنه يريد الموت بدمشق ويدفن في مدافن المسلمين كما انه لا يريد تسجيل الشقة باسمه. ولكنه يقول اريد ان أنفذ وصية الوالدة بان الشقة لأولادي جميعا مأوى لهم .... الوصية لعدم بيع البيت بل يبقى مأوى لمن بحاجة الى سكن 

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله،والحمدلله، والصّلاة والسّلام على رسول الله ،أمّا بعدُ :

فإنَّ الاستفتاء كشبكة العنكبوت ، والأسئلة فيها متداخلةٌ ، والّذي فهمته بالتّحليل ما يلي وعليه الجواب :

1 – ابنٌ بفرنسا أرسل لوالدته نقوداً لشراء بيتٍ لها ، ثمَّ أرسل نقوداً لشراء شقّةٍ لنفسه ، وقامت الأمُّ بضمِّ المبلغين لشراء بيتٍ ، وغطى المبلغان 90 بالمئة من الثّمن ، ولم يتمَّ بيانُ من الّذي دفع الباقي ؟ ولعله أحد الإخوة أو الكلُّ ، فالبيت مشترك ، للأمِّ مقابل حصّتها ، والابن بفرنسا يملك مقابل ما دفع ، والمجموع 90 بالمئة ، والباقي لمن دفع 10 بالمئة ، وأنَّ الابن بفرنسا وافق على كتابة البيت باسم الوالدة لرضاها ، وهذا تسجيلٌ صوريٌّ ،والملك حسب الحصص ، والباقي ملكٌ لمن دفع 10 بالمئة .

2 – قام أحد الإخوة بتسجيل البيت باسمه ، وهذا تحايلٌ وتزويرٌ واختلاسٌ وسرقةٌ وبهتان . 

3- أوصت الأمُّ بعدم بيع الشّقَّة لتبقى مأوىً للجميع ، وهذه وصيّةٌ باطلة ، ولا قيمة لها ، ولا تملك الأمُّ بعد موتها ذلك ، وتنتقل ملكيّة حصّتها لورثتها ، وباقي الشّقّة ملك لمن دفع الثّمن الباقي ؟

4 – ماتت الأمُّ ، ورفض مسجّلُ الشّقّة باسمه إعادة الحقوق إلى أصحابها حتّى يأخذ حصّته ، وهذا استغلالٌ وتعنّتٌ وظلمٌ وطغيان ، وعليه أن يسلِّم كلَّ من دفع حصّةً من الثّمن - أن يسلمه - حقَّه ليبرأ من الظّلم والاستبداد ، ثمَّ يجلس مع إخوته لتوزيع تركة الأمِّ فيما بينهم ، وبعد ذلك يأخذ حصَّته ، وعليه أن يقتنع بما يحصل عليه ، ويتخلّص من الظّلم والعدوان على إخوته ، وظُلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهنَّد ، أعاذنا الله من الظّلم ، وبارك لنا في الحلال ، والله رقيبٌ وشهيدٌ وشديدُ العقاب !

والله تعالى أعلم

 

تاريخ النشر بالميلادي 2019/03/25

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به