العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 10811
نص السؤال مختصر

لم يشكك البعض في صحيح البخاري ؟ وهل حقاً فيه أحاديث موضوعة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله، أما بعد :

لا يوجد عداوةٌ شخصيّةٌ بين البخاري وبين أحدٍ من النّاس..

وإنّما هي الحرب على السُّنّة، 

فكلُّ من يحارب البخاري أو يطعن فيه، فإنّما يقصد من وراء ذلك الطّعن في السُّنّة كلِّها، وإزاحتها عن كونها المصدر الثّاني للتشريع بعد القرآن الكريم.

وإذا تمَّت إزاحة السُّنّة عن هذا المنصب الّذي وضعها الله فيه ذهب شطر الدّين وذهبت معه هوية المسلم السُّنّي ..

فمِن المعلوم أنَّ كثيراً من الأحكام الشّرعيّة القطعيّة لم تثبت في القرآن الكريم ، وإنّما ثبتت في السُّنّة المطهرة، ومنكر تلك الأحكام لا يعدُّ مسلماً...

فهي إذاً خطّة متدرّجة نحو القضاء على الدّين كلّه من أوّله إلى آخره .. حتّى لا يبقى للمسلم من الإسلام إلّا اسمه ..

وأمّا وجود أحاديث موضوعة في البخاري فممّا لا يقبله مسلمٌ عاقلٌ لديه أدنى اطّلاع على جهودِ الأمّة في حفظ سُنّة نبيِّها صلّى الله عليه وسلّم ..

ولو كان الطّاعنون في البخاري يطعنون فيه بنيّةٍ حسنةٍ، أي نيّةِ البحث العلمي المنصف المجرد لرجعوا إلى المتخصّصين في السُّنّة النّبويّة واستفسروا منهم عن البخاري وجهوده وجهود علماء الحديث في خدمة السُّنّة النّبويّة، ولعرفوا حينئذٍ أنَّ ما بذله أولئك العلماء شيءٌ يفوق الخيال بما تحمله هذه الكلمة من معنى، ولعلموا أنَّ إصدار حكمٍ على حديثٍ بأنَّه صحيحٌ أو ضعيفٌ أو موضوعٌ يعني الاعتماد على جهودِ آلاف العلماء الرّبّانيين المتقنين المتخصّصين الّذين تتابعوا على البحث والتّحقيق والتّدقيق والتّصنيف لمئات السّنين من أجل الوصول بعلم الحديث النّبويّ إلى مستوىً لم تعرفه البشريّة لا من قبلُ ولا من بعدُ .

فهؤلاء الطّاعنون بالبخاري ترى الواحد منهم لا يفكِّر بتناول حبّة دواءٍ ؛ حتّى يرجع إلى المتخصّصين في علم الأدوية ليسألهم عن فائدته وأضراره وطريقة استعماله .

وأمّا إذا أراد الطّعن في دين أمَّةِ المليارين، وجهودِ آلاف العلماء، لم يكلِّف نفسه الاطّلاع على كتابٍ واحدٍ في علوم الدّراية والرّواية أو حتّى لم يكلِّف نفسه استشارة المتخصّصين في هذا الفن ...

وكلُّ ذلك يؤكِّد سوء نيَّة أولئك الطّاعنين في البخاري ويؤكِّد أنَّهم يطعنون بالبخاري وعينهم على سيِّد البخاري ، بل سيِّد البشر محمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم .

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/03/16

المفتي


الأستاذ محمّد صلاح تقوى

الأستاذ محمّد صلاح تقوى

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به