الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الزكاة - زكاة المال والفطر
رقم الفتوى 10073
نص السؤال مختصر

حكم دفع زكاة المال للمدارس و الكليات الشرعية ؟

نص السؤال الكامل

هل يجوز دفع زكاة  المال إلى المدارس الدينية الشرعية الإسلامية ، وخاصة خارج البلاد الإسلامية ، حيث تقوم المدارس الدينية بتعليم القرآن الكريم واللغة العربية وسائر العلوم العصرية ، وتتكلف الأموال الطائلة ؟ 

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ،والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

فإن مصارف الزكاة محدّدة ومحصورة في القرآن الكريم وهي ثمانية ، ولا مجال فيها للاجتهاد والزيادة ، قال الله تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " التوبة / 60 .

وهذه هي الأصناف المذكورة في القرآن الكريم لأداء الزكاة لهم ، وكل مصرف منها له تعريفه الشرعي ، وشروطه ، حتى يستحق صاحبه الزكاة ، ومنها مصرف " وفي سبيل الله ".

وذهبت جماهير العلماء إلى تفسير " سبيل الله بالجهاد " وعندما كانت الخلافة الإسلامية تتحمل عبء الدعوة الإسلامية كاملة في الفتوحات والدفاع عن الإسلام ، فكانت الزكاة تصرف للقتال في سبيل الله ، وذهب جمهور العلماء إلى أن المقصود بالجهاد في سبيل الله نشر الدعوة الإسلامية ، وحمل الرسالة الإسلامية ، وتبليغ الدين الإسلامي ، والدفاع عن العقيدة الإسلامية ، ورفع رايتها .

وقال جمهور العلماء إن المدارس الشرعية ، والمعاهد الدينية ، وكليات الشريعة وأصول الدين ، والجامعات الإسلامية، تتحمل عبء الدعوة الإسلامية اليوم بجميع جوانبها ، وعملها جهاد علمي في سبيل الله تعالى ، ولذلك تدخل في مصرف الزكاة "سبيل الله " ويجوز تخصيص قسم من الزكاة إليها ، ويجوز للأفراد والمؤسسات والجمعيات دفع الزكاة إليها ،  حتى تكاد أن تصبح هي الصورة الواقعية العملية اليوم لمصرف في " سبيل الله " .

ويتأكد جواز ذلك لدفع الزكاة إلى المدارس الدينية خارج البلاد الإسلامية لأنها تمثل الصورة الفردية – مع المساجد والمراكز الإسلامية – بنشر الإسلام ، وتعليم الدين ، وحفظ القرآن ، والحفاظ على اللغة العربية للأطفال والأولاد والأجيال القادمة ، مع توضيح العقيدة الإسلامية والأخلاق الإسلامية  والأحكام الشرعية ، وهذا ما  يحرص عليه الإسلام والمسلمون ، ويدخل في مصرف الزكاة " في سبيل الله " ويؤكد العلماء ضرورة دعم هذه المدارس الدينية والحفاظ عليها ، ومدّها بالزكاة والصدقات العامة لتحافظ على وجودها ، وتصمد أمام التيارات والهجمات الكثيرة ، وحتى لا تقع لقمة سائغة في أيدي الغزو الفكري ، وضياع الدين لا قدّر الله ،  . 

والله تعالى أعلم 

 

تاريخ النشر بالميلادي 2018/11/10

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به