الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 10712
نص السؤال مختصر

أعاني من وسواس النية عندما أريد الشروع في الصلاة، ما العمل ؟

نص السؤال الكامل

النية من أجل صلاة الفريضة هل تكون قبل التكبير أم يجب أن تكون مرافقة لتكبيرة الإحرام ؟ وما حكم من يصيبه الوسواس في حصول النية حيث أنني بعد أن أنوي أكبر فأظن أن الفاصل كبير بين النية والتكبير وأن النية باطلة ويصيبني هذا الهاجس في أغلب الفرائض وشكرا لكم

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

النّيّة هي قصد القلب لإيجاد الفعل جزماً والجزمُ هو المرتبةُ العليا من اليقين فلا ينفع معه الشّكُّ ، ولا التّردّد ولا الوهم فمن قصد عبادةً من العبادات كان عليه توجيهُ قلبه لها وإفراغهُ عن شواغل الدّنيا الأخرى.  

 قال الإمام ابن قدامة في  المغني: وإذا دخل في الصّلاة بنيّة متردّدةٍ بين إتمامها وقطعها، لم تصحَّ ؛ لأنَّ النّيّة عزمٌ جازمٌ، ومع التّردّد لا يحصل الجزمُ.  

و قد اتّفّق الفقهاء على فرضية النّيّة في الصّلاة  وقد نصَّ الإمام الشّيرازي في ( المهذّب ) وكذلك النّوويّ في شرحه عليه في كتاب (المجموع  )على وجوب اقتران النّيّة بتكبيرة الإحرام لأنَّها أوّل الأركان عند الشّافعيّة بحيث يكون قلبه متنبّهاً أثناء التّلفّظ بتكبيرة الإحرام إلى قصد الصّلاة ونوعها وفرضيّتها ، ولا يُشترط التّلفظ بها وإن كان يُسنُّ.

بينما يرى جمهور الفقهاء أنّه يجوز تقدم النّيّة على تكبيرة الإحرام بوقتٍ يسيرٍ بشرط ألّا ينقض نيّته  ؛ فالنّيّة عندهم شرط الصّلاة ، والشّرط يتقدَّم على العبادة كالوضوء بخلاف الرّكن فإنّه داخلٌ بمبنى العبادة كالقيام والقراءة في الصّلاة لذلك أوجب الشّافعيّة اقترانها بتكبيرة الإحرام وعدم تقدّمها عليها.

ومن يعرض له الوسواس في صلاته  يكفيه تعيين الصّلاة بالنّيّة الجازمة, كأنْ ينوي أنّه الآن يؤدي صلاة الظّهر  ولا يلتفت بعدها إلى ما يعرض له بعد ذلك من تردّدٍ في النّيّة ، وهل اقترنت أم تقدّمت على تكبيرة الإحرام  ولا يقطع صلاته فهي صحيحة ؛ لأنَّه دخلها بنيّةٍ متيقّنةٍ وأفضل علاجٍ لهذه الوسوسة الإعراضُ عنها وإتمامُ الصّلاة على ما بدأ به من يقين

والله تعالى أعلم 

تاريخ النشر بالميلادي 2019/02/27

المفتي


الأستاذ يحيى محمود المصري

الأستاذ يحيى محمود المصري

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به