الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصيام و الاعتكاف - الصيام
رقم الفتوى 10675
نص السؤال مختصر

ما كفارة الجماع في نهار رمضان على الرجل و المرأة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله،والحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد:

اتّفق الفقهاء على أنّ الجماع في نهار رمضان يفسد الصّوم ، ويُوجب الكفّارة على الرّجل المُجامِع.

ولكنَّهم اختلفوا هل جماع الصّائم يُوجب عليه قضاء هذا اليوم إضافةً إلى الكفّارة، أم لا ، على أقوال: 

❀ فذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ جماع الصّائم في نهار رمضان عامداً مختاراً أمرٌ مفطرٌ يُوجب القضاء والكفّارة، أنزلَ أم لم ينزلْ.

* وأضاف الحنابلة : إنَّه يُوجب القضاء والكفّارة، إن كان عامداً أو ساهياً ، جاهلاً أو مخطئاً، مختاراً أو مُكرَهاً، أنزل أم لا.

❀ وذهب الشّافعيّة إلى أنَّه لا يجب على من جامع في نهار رمضان قضاءُ هذا اليوم ، لأنَّ الخلل جُبِرَ بالكفّارة.

 دليل وجوب الكفّارة بالجِماع:

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجلٌ إلى النّبيّ ﷺ فقال: هلكْتُ. قال: «وما أهلكك؟» قال: واقعْتُ امرأتي فى رمضان. قال: «هل تجد ما تعتق رقبة؟» قال: لا. قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا. قال: «فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟» قال: لا. ثمَّ جلس فأتى النّبيُّﷺ بعرقٍ فيه تمرٌ فقال: «تصدَّقْ بهذا». فقال: على أفقر منَّا يا رسول الله، فو الله ما بين لابتيها- أى جبليها- أهل بيتٍ أحوجُ إليه منَّا. فضحك النَّبيُّﷺ حتّى بدت أنيابُه. ثمَّ قال: «اذهب فأطعمْه أهلَكَ».

وعليه ؛ فإنّ كفّارة الجماع في نهار رمضان هي عتقُ رقبةٍ، فإنْ لم يجدْ فصيام شهرين متتابعين، فإنْ لم يستطعْ فإطعام ستين مسكيناً، فإنْ لم يجدْ سقطت عنه الكفّارة، لأنّ الكفّارة تسقط مع عدم القدرة.

* وهذه الكفّارة يُسمّيها العلماء الكفّارةَ المغلَّظةَ.

 ولا يجوز الإطعامُ إنْ كان قادراً على الصّيام في قول جمهور العلماء ، فإنْ عجز عن الصّيام انتقل إلى الإطعام.

 ولا يُعدُّ جهلُه بوجوب الكفّارة مُسقطاً لها، ولاسيّما أنّهما يعيشان في هذه البلاد.

 

ولا خلاف في فساد صوم المرأة بالجماع لأنّه نوعٌ من المفطرات، فاستوى فيه الرّجل والمرأة.

وإنّما الخلاف في وجوب الكفّارة عليها:

❀ فذهب الإمام أبو حنيفة ومالك وقول للشّافعي، ورواية عن أحمدَ وهي المذهب عند الحنابلة، إلى وجوب الكفّارة والقضاء عليها أيضاً، لأنّها هتكت صوم رمضان بالجماع فوجبت عليها كالرّجل.

* وعلَّل الحنفيّة وجوبها عليها، بأنَّ السّبب في ذلك هو جناية الإفساد، لا نفس الوقاع،وقد شاركته فيها، وقد استويا في الجناية، والبيان في حقّ الرّجل بيانٌ في حقِّ المرأة، ولا يتحمّل الرّجل عنها ؛ لأنَّ الكفّارة عبادةٌ أو عقوبةٌ، ولا يجري فيها التحمّل .

❀ وذهب الإمام الشّافعيّ في الأصحِّ،  ورواية أخرى عن أحمد: إلى أنَّه لا كفّارة عليها، لأنَّ النّبيّﷺ أمر الواطئَ في رمضان أن يعتق رقبة، ولم يأمر المرأة بشيءٍ، مع علمه بوجود ذلك منها. ولأنَّ الجماع فعله، وإنّما هي محلُّ الفعل .

بل يجب عليها قضاء هذا اليوم فقط.

ختاماً عليهما أن يستغفرا الله عزّوجلَّ، ويتوبا إليه ممّا وقع منهما ، وأنْ يندما على ما فعلاه ، وأنْ يعزما على ألّا يعودا لمثله.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/02/21

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به