ماحكم رسم الشخصيات الكرتونية ؟

بسم الله، والحمدلله ،والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعدُ :

*لم يُجمع الفقهاء على تحريم صورة من الصّور إلّا الصّنم المجسّم الذّي يُعبد من دون الله فالإجماع قائمٌ على حرمة صنعه واستعماله واقتنائه فلا فرق بين من يصنعه أو من يستخدمه، ويختلفون في علّة التّحريم بين:

١) مضاهاة خلق الله تعالى.

٢) الغلو في هذه الصّور والمصير إلى عبادتها.

٣) التّشبّه بالمشركين في اتّخاذها.

٤) منع دخول الملائكة لبيتٍ فيه صورة.

**ثمّ إنَّ الفقهاء تكاد تتّفق كلمتهم على منع مااجتمعت فيه الأمور الآتية:

١) الصّورة المجسّمة الّتي هي لكائنٍ له روح.

٢) الصّورة كاملة الأعضاء. 

٣) الصّورة المنصوبة والمعلّقة بقصد التّعظيم. 

*وكذلك استثنى الفقهاء من المنع أموراً منها:

١) الصّورة الصّغيرة الّتي لا تكاد تدرك بالعين كبعض النّقوش على الخاتم والحلي .

٢) الصّور الممتهنة على آنية الطّعام أو بعض المنسوجات أو ممّا يُداس بالأقدام.

٣) الصّور مقطوعة بعض الأطراف أو الرّأس ممّا لا يمكن لكائنٍ حيٍّ أن يعيش معه بعد القطع. 

٤) أن تكون من لعب الأطفال (لا فرق بين البنات والصّبيان على الأصحِّ ).

٥) أن تكون ممّا يسرع إليه الفساد كالصّور على الحلوى أو العجين.

٥) الصّور الصّغيرة على بعض الملابس وهو ما استُثني بنصِّ الحديث  ويعبر عنه (الرّقم في الثّوب).

٦) صور الطّبيعة من الشّجر والجبال

*وبناءً على كلِّ ماسبق ألحقَ بعض المعاصرين من أهل العلم بلعب الأطفال الرّسوم الكرتونيّة وكذلك الألعاب التّعليميّة  بجامع علّة تحليل كلٍّ منهما وهي الحاجة إلى تربية الأبناء على ما يحصل لهم به النّشاط والفرح والقوّة ومزيد التّعلّم وحسن النّشوء وتعويدهم على التّربية منذ الصّغر. 

*وكذلك ألحقَ بعض المعاصرين الصّور الفوتغرافيّة بما يجوز لأنّهم لم يروا توفّر علّة التّحريم وهي مضاهاة خلق الله تعالى فهذه الصّور مجرّد حبسٍ للظّلِّ باستعمال آلة التّصوير.

وممّا ينبغي الانتباه له ألّا يُتوسّع في باب التّصوير إلّا قدر الحاجة ولْيُنتبه خاصّة لصور النّساء وعدم استعمالها خصوصاً في وسائل التّواصل الاجتماعي الحديثة ممّا يفتح باب الفتنة على مصراعيه.

 والله تعالى أعلم