الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الحظر و الإباحة
رقم الفتوى 10604
نص السؤال مختصر

حكم الإقامة في بلاد الغرب ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله،والحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله ،أما بعد :

١- مسألة الإقامة في بلاد الغرب من المسائل الّتي اختلف الفقهاء فيها ، وقد اخترت من الأراء ما أراه أنسب لواقع الغرب اليوم وهو :

لا يجوز للمسلم ( إن لم يكن مضطرّاً ) أن يُقيم إقامة دائمة في بلاد الغرب

٢- استندت في اختياري هذا إلى الحديث الشّريف : يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم :

(( أنا بريءٌ من كلِّ مسلم يُقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما ))

 وبه قال المالكيّة وغيرهم مستدلِّين به على حرمة الإقامة في بلاد الغرب ، كما أنَّ الواقع المشاهد اليوم وما يتمُّ فرضه كلَّ يوم على المسلمين من قوانين تلزمهم بالتَّنازل عن دينهم يدعم هذا الرأي.

 ٣- هناك في الغرب قصصٌ لمسلمين عاشوا هناك ، واستطاعوا أن ينجوا بأنفسهم وبدينهم وبأولادهم ، وهذا موجودٌ بلا شكٍّ ، ولكنَّه لا ينفي بحال وجود شريحة كبيرة قد فقدت أولادها في هذه المجتمعات ، ولا ينكر ذلك عاقل .

٤- يمكن لأيِّ شخصٍ أن ينكر هذه القصص أو بعضها ولكن لا يمكن لعاقل أن ينكر: - انتشار ثقافة الشُّذوذ الجنسي في كثيرٍ من هذه الدُّول كعادةٍ غير ممقوتة .

-انتشار ثقافة المساكنة خارج إطار الزّواج .

- انتشار ثقافة شرب الخمر كعادة طبيعيّةٍ ومقبولة .

- انتشار ثقافة الانفكاك عن العائلة في سنِّ الثَّامنةَ عشرَ ، في الوقت الّذي يكون الشّاب أو الفتاة أحوجَ ما يكونان إلى الرّعاية الأسريّة .

- طغيان ثقافة المادّة والانفكاك عن أيِّ طرحٍ غيبيٍّ يتعلّق فيما بعد الموت .

 ٥- لا أتَّفق مع من يقول: إن الفساد نفسه موجود في البلاد العربيّة والمسلمة ، وأعذر من لم يسافر إلى تلك البلاد ، ولكنّي حائرٌ أمام من أقام في البلاد العربيّة أو الإسلاميّة وأقام هناك ثمَّ هو يسوِّي بينهما من حيثُ الفسادُ وانتهاكُ الحرمات والمجاهرةُ بالفواحش ! وأهمُّ ما يُقال هنا : إنَّه لفرقٌ كبيرٌ بين أن تكون في مجتمعٍ أكثريتُه تحتقرُ الفاحشة ، وأن تكون في مجتمعٍ أكثريتُه تعدُّ الفاحشة حريّةً شخصيّةً !.

 ٦- أدعو كلَّ مسلمٍ ألّا يسافر إلى تلك البلاد ما دام يجد بديلاً في البلاد ذات الأغلبيّة العربيّة أو المسلمة حفاظاً على دينه ودين أولاده ، ولو وجد في تلك البلاد بعض المعاناة

.٧- السّفر بِنيّة الإقامة المؤقّتة ، لطلب علمٍ أو تحصيل رزقٍ مع أمن الفتنة جائزٌ بالاتِّفاق

. ٨- أدعو من اضطرَّ من إخوتنا الكرام إلى السّفر إلى تلك البلاد أن يحاول بقدر الإمكان أن يكون قريباً من المسلمين الملتزمين والمراكز الإسلاميّة ، وأن يحرص على أولاده وعلى اختيار مدارسهم ، وأن يبذل جهداً مضاعفاً في البيت لتربيتهم وتذكيرهم بدينهم ولغتهم العربيّة وأن يذكر قوله تعالى :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )

 وقوله صلّى الله عليه وسلّم :

(( كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته))

 ٩- أرجو من إخوتي المقيمين هناك أن يكونوا خير سفراء لدينهم ينشرون الخير ويدعون إلى الله بأخلاقهم وقيمهم ، وأن يحترموا قوانين تلك البلاد ، وأن ينضبطوا بقواعد ديننا في تعاملاتهم .

 ١٠- أدعو إخوتي الدّعاة المقيمين في تلك البلاد ( ممّن صحّت عقيدتهم واستقام سلوكهم ) إلى تكثيف جهودهم الدّعويّة ونبذ الخلافات والتّعاون على جمع الجالية المسلمة وتوعيتها .

والله تعالى أعلم

تاريخ النشر بالميلادي 2019/02/09

المفتي


د. بلال نور الدّين

د. بلال نور الدّين

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به