الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - النذر و الأيمان
رقم الفتوى 10590
نص السؤال مختصر

ما هي كفارة اليمين؟ وهل يشترط التتابع في الصيام ؟ 

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ،والحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد:

إذا أتت اليمين منعقدةً وفق شروطها وأراد صاحبها الحنث فيها ، وجبت عليه الكفَّارة والكفَّارة وردت في قوله تعالى: ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة / 89 .

فجاءت الآيةُ صريحةً واضحةً بالتَّرتيب والتَّخيير أمّا التَّخيير؛ فكان بين ثلاث خصال وهي : إطعام عشرة مساكين من أوسط الطَّعام أو كسوة عشرة مساكين أو إعتاق رقبة .

وأمَّا التَّرتيب فهو لمن عجز عن الخصال الثَّلاث السَّابقة كان له أن يصوم ثلاثة أيَّام، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال الانتقال إلى الصَّوم إلَّا بعد العجز عن خصال التَّخيير.

وإلى هذا القدر محلُّ اتِّفاقٍ بين الفقهاء لصراحة الآية ولعدم احتمالها التَّأويل في التَّخيير أوَّلا ثمَّ التَّرتيب لمن عجز عن الخصال الثلاث.

ثمَّ إنَّ فقهاءنا رحمهم الله تعالى اختلفوا في بعض الفروع منها:

أوَّلاً: جمهور الفقهاء من المالكيَّة و الشَّافعيَّة و الحنابلة لا يرون إجزاء القيمة بدل الإطعام ويرى السَّادة الحنفيَّة أنَّ القيمة تُجزئ ؛ فيجوز للحانث أن يُطعم ويجوز دفع قيمة الطَّعام عندهم للفقير.

ثانيا جمهور الفقهاء من المالكيَّة و والشَّافعيَّة والحنابلة على جواز التَّكفير قبل أو بعد الحنث وقبلها يقع محلّلا لليمين وبعدها يقع مكفِّراً لها.

ثالثا: يشترط السَّادة الحنفيَّة والحنابلة التَّتابع في صوم ثلاثة أيَّامٍ عملاً بقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (متتابعات) الشَّاذَّة  ، بينما يرى السَّادة الشَّافعيَّة و المالكيَّة عدم وجوب التَّتابع لعدم عملهم بالقراءة الشَّاذة.

وممَّا ينبغي الانتباه له والوقوف عنده أنَّ شأن اليمين عظيم قال تعالى (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فلا ينبغي للمؤمن أن يستهين بيمينه المنعقدة وليعرف قدر من حلف به  ، وليفيض قلبه خشيةً منه ومهابةً له.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/02/08

المفتي


الأستاذ يحيى محمود المصري

الأستاذ يحيى محمود المصري

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به