الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الصلاة - الصلوات المفروضة و النوافل
رقم الفتوى 10580
نص السؤال مختصر

حكم الدعاء بالأمور الدنيوية في سجود صلاة الفرض ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،أمابعد:

لأهل العلم في مسألة الدّعاء بالأمور الدّنيويّة في الصّلاة قولان مشهوران :

أحدهما بالمنع وهو مذهب الحنفيّة والمعتمد عند الحنابلة في الفتوى ، و حجّتهم فيه النّقل والعقل . أمّا النّقل فهو قول النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم كما عند مسلم : (إنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصِحُّ فيها شيءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ) وأمّا العقل فكما أنّه منع في الصّلاة ردَّ السّلام وتشميت العاطس لأنَّهما من غير جنس الصّلاة فكذلك الأدعية غير الماثورة.

أمّا القول الثّاني فهو قول الشّافعيّة كما نصَّ عليه النّوويّ في المجموع ، وقول المالكيّة كما نصَّ عليه في المدونة وقول جمع من الحنابلة ويشهد لهذا المذهب 

الأدلّة الواردة في السّنّة النّبويّة القوليّة والفعليّة فمن القوليّة قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق عليه ( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) أي في آخر صلاته بعد الفراغ من التّشهّد وفى رواية عند النّسائي : (ثمّ يدعو لنفسه ما بدا له)

وأمّا فعله صلّى الله عليه وسلّم فقد دعا في قنوته لجمع من أصحابه بأن ينجيهم الله تعالى من قريش : ( اللهمّ أنج الوليد بن الوليد ، وعياش بن أبى ربيعة ، وسلمة بن هشام ) كما في الصّحيحين 

والأحاديث في ذلك كثيرة .

والّذي يترجّح والله أعلم هذا المذهب ؛ لأنَّ العبد أقربُ ما يكون مِن ربِّه وهو ساجد وقد حضّنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الإكثار فيه من الدّعاء ( أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم ) كما عند مسلم في أبواب النّهي عن قراءة القرآن في الرّكوع والسّجود والأحاديث مطلقة في ذلك لم تقيّد الدّعاء في الفريضة أو النّافلة،فليدعُ الإنسان بما شاء من خيري الدّنيا والآخرة في سجوده - في الفريضة أو النّافلة - لنفسه وإخوانه والمسلمين  . ولْيتجنب ما فيه إثمٌ أو قطيعة رحمٍ .

والله تعالى أعلم

تاريخ النشر بالميلادي 2019/02/05

المفتي


الأستاذ يحيى محمود المصري

الأستاذ يحيى محمود المصري

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به