هل يجوز نتف شعر الذقن والوجه للرجل ؟

بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد :

ممّا يحسن معرفته قبل الفتوى التّفريق بين أنواع الشَّعر النّابتة في وجه الرّجل:

١)شعر اللّحية وهو شعرٌ ينبت على الخدّين ومجمعهما إلى أسفل الذّقن كما نصّ عليه جمع من أهل اللّغة والفقه والحديث .

* قال ابن منظور: اللّحية اسمٌ يجمع من الشَّعر ما نبت على الخدّين والذّقن. 

*وقال الإمام ابن حجر العسقلاني في موسوعته الحديثيّة فتح الباري: اللّحية اسمٌ لِما نبت على الخدّين والذّقن.

*وقال خاتمة المحقّقين في مذهب السّادة الحنفيّة ابن عابدين :المراد باللّحية كما هو ظاهر كلامهم :الشَّعر النَّابت على الخدَّيْن.

و إذا ما علمنا حدود اللّحية فإنَّه يحرم نتف (نمص) شعرها أو إزالته بأيِّ طريقة كالحلق واللّيزر والحرق،أمّا تهذيبها فهو داخلٌ في عموم الأمر الوارد في إكرام الشَّعر كما في الحديث الّذي أخرجه أبو داوود : ( من كان له شَعرٌ فلْيكرمْه ) وقد نقل  ابنُ عبد البرِّ عن مالك رحمه الله تعالى قال: (يُؤخذ من اللّحية ما تطاير وشذَّ، وطال، وقبح). 

٢) شعر الحاجبين الّذي ينبت فوق العينين ويحرم إزالته بالنّتف (النّمص) أو غيرها من طرق الإزالة والرَّجلُ والمرأةُ في الحكم سواء .

٣)الشَّعر الذّي ينبت على الوجنتين وبين الحاجبين(غير اللحية والحاجبين) و كذلك الشَّعر الّذي ينبت تحت الذّقن على الرّقبة  ، فالراجح من أقوال أهل العلم  جواز إزالتها واختلفوا في طرق إزالتها ، فمن الفقهاء من أجاز الإزالة بأيِّ طريقة غير النّمص فيجوز الحلق والقصُّ ويلتحق اللّيزر في عصرنا بتلك الطّرق .

ومنهم من أطلق الجواز بأيِّ طريقة كانت حتّى لو بالنَّمص والنَّتف كالخيط والملقط وغيرها من الأدوات المتعارف عليها في زماننا ، مالم يلحق بها في الإزالة شيءٌّ من شعر اللّحية أو الحاجبين.

وسبب الخلاف هو العلّة في تحريم النَّمص هل تشمل كلَّ نمص مطلقاً ، فيحرم عندها نمص اللِّحية والحاجب وما نبت بين الحاجبين وعلى الوجنتين ،أم المحرَّم فقط نمص اللِّحية والحاجب ، فيجوز عندها نمص (نتف)ما سوى اللّحية والحاجب.

والله تعالى أعلم