الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - الذبائح و الأطعمة و الأشربة
رقم الفتوى 10538
نص السؤال مختصر

حكم رمي بقايا الطعام في القمامة أو الطعام غير مستساغ الطعم ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله ، والحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :

1- إن كانت بقايا الطّعام ممّا يُستفاد منها و لاتستسيغه نفس صاحبه لطعمه ، فيحرم هدرها ، و يمكن أكلها من قبل غيره من أهله ، أو إطعامها للفقراء و المحتاجين ، سواء بإيصالها بشكل مباشر أو بالاتّصال بالجمعيات الخيريّة لتأخذها لهم .

2-وإن كان الطّعام المطبوخ غير مستساغ الطّعم  ولايمكن أكله ، جاز التّخلّص منه ، ولكن يحرم وضعه في القمامة مع القاذورات ، فإمّا أن تُطعَم للحيوانات أو توضع في القمامة المخصّصة للطّعام ، لمن كان  مقيماً في بلاد الغرب .

3- و إن كانت البقايا ممّا لايُستفاد منها ، كذرّات الطّعام المتناثرة ، فيُكره رميها ، بل يستحبُّ أكلها كما علّمنا صلّى الله عليه وسلّم إذ قال : { إنّ الشّيطان يحضر أحدكم عند كلّ شيءٍ من شأنه، حتّى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللّقمة فلْيُمِطْ ما كان بها من أذىً، ثمّ ليأكلها، ولا يدعها للشّيطان، فإذا فرغ فلْيلعق أصابعه ، فإنّه لا يدري في أيّ طعامه تكون البركة }. رواه مسلم .

و جرى العمل عند أمهاتنا أنّهنّ حرصن كلّ الحرص على حفظ الطّعام ، وأَبَيْن هدرالطّعام و إن بات لأيام ٍ، و إن رفض كلُّ أهل البيت أكلَه ، بل تأكله أو تخلطه و تستخدم هذه البقايا في إعداد طعام آخر ، و بهذا الحرص عاينت الأسر الفقيرة البركة الّتي حدّث عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما سبق ، فإن شككت في ذلك ، فقل لي بربك كيف لمئة ألف ليرة سوريّة أن تكفي أسرة مكوّنة من أربعة أطفال في ظلّ هذه الأسعار ؟ و بالمقابل نجد الأسر الّتي لا تحفظ نعم الله عليها ، كيف سُلبت منها البركة ، حتّى يتعجّب ربّ الأسرة عندما يُنفق المال الكثير و ليس لذلك أيّ أثر يُذكر .

4- وإن كان الطّعام ممّا فسد ، من العفونة مثلاً،  أو انتهى استخدامه كظروف الشّاي ، أو لايُؤكل كقشر الفواكه ، فلا حرج في وضعها في القمامة و الأماكن القذرة  .

والله تعالى أعلم .

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2019/01/28

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به