الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الزكاة - صدقة التطوع
رقم الفتوى 10522
نص السؤال مختصر

تصدقت بكل ما أملك و لكن لم أُرزق عشرة أضعاف ما أنفقت ، أين وعد الله تعالى للمتصدقين ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، و الحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :

إني لأغبطك على ما أنعم الله عليك ، إذ رزقك المال من غير تعب ولا منة ، ثم حبب إليك الصدقة ، ثم يسر لك من تتصدقين عليه ، وكل هذا رزق ، كثير من الناس محرومة منه .

و الحسنة بعشرة أمثالها ليس معناه أن من يتصدق ألف ليرة يعود له المبلغ عشرة أضعاف في الحياة الدنيا ، و إنما وعد الله عباده بذلك في ميزان أعمالهم في الآخرة ، و من كرم الله أن أثر الصدقة أعم من أن يُحصر فيشمل الدنيا و الآخرة ، ولكن يختلف أثرها الدنيوي من شخص لآخر بحسب حال المتصدق و حاجته و إخلاصه :

- فقد يرد الله له صدقته عشرة أضعاف ، و قد يكون مذنباً فيستره بها ، و قد يكون ممن حبس الله دعاءهم بذنوبهم ، فيستجيب الله له بها ، و قد يرزقه الخشوع في الصلاة ، أو تدبر القرآن ، أو صديقاً صالحاً، أو بر ولده ، أو صلاح زوجه .

- و قد يدفع الله عنه بصدقته مرضاً مزمناً ، أو حادثاً ، أو ظلماً ، أو عدواً ، أو مصيبةً في المال و الأهل كانت كبيرة و بصدقته خفف الله عليه بها .

- و قد يحفظ الله عليه بصدقته نعمه ، وهي أكثر من أن تُحصى .

فالصدقة لها تأثير دنيوي قطعاً وهو متواتر علمه الناس من واقعهم بالضرورة ، و لكن الله اللطيف الرحمن الرحيم يوصل لعبده رزقه دون أن يشعر ، و يَحسن بالمرء أن يتتبع نعم الله عليه ليستشعرها ويشكر الله عليها ، 

قال العلماء { من لم يشكر نعم الله عليه ، فقد استدعى زوالها }.

و قد وردت نصوص كثيرة جداً من كتاب الله وسنة نبيه في فضل الصدقة وثوابها في الآخرة ، أذكر منها نصاً واحداً يجبر خاطر الفقير قبل الغني :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل ".  رواه البخاري .

والله تعالى أعلم .

تاريخ النشر بالميلادي 2019/01/22

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به