الفقه الإسلامي - قضايا فقهية معاصرة - مستجدات العصر - اجتماعية |
|
---|---|
رقم الفتوى | 10508 |
نص السؤال مختصر | ما ضوابط تواصل الشاب و الفتاة عبر وسائل التواصل سواء نصياً أو صوتياً ، من أجل العمل ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله ،والحمدلله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،أما بعد : فإن الكلام بين الرجل والمرأة ، أو بين الشاب والفتاة ، مباح شرعاً ، لأن صوت المرأة أو الفتاة ليس بعورة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يحادث النساء ويسمع منهم ، وبايع النساء في صلح الحديبية بدون مصافحة ، كما بايعهن في بيعة النساء التي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى : " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك .... فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم " الممتحنة / 12 ، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتحدثون مع الصحابيات في البيت والمسجد والجهاد والبيع والشراء ، وكان الصحابة يأتون إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن ، وخاصة السيدة عائشة رضي الله عنها ، ويأخذون عنهن الأحاديث الشريفة ، ويسألونهن عن الفتوى والأحكام الشرعية ، وهو ما استمر بين المسلمين والمسلمات طوال التاريخ الإسلامي حتى اليوم . ولا فرق في التخاطب بين الشفهي والكتابة والهاتف وسائر أنواع التواصل الاجتماعي نصياً أو صوتياً ، وسواء من أجل العمل أو غيره . ولكن يشترط في جميع الحالات وجوب الالتزام بالأدب والحشمة ، ومراعاة القيم الأخلاقية ، وعدم تجاوز ذلك إلى المحرمات ، والكلام البزيء ، وسوء الأدب ، وأخذ المواعيد المؤدية إلى الانحراف ، وعدم الأسئلة عن الخصوصيات ، ويتأكد ذلك بين الشباب والفتيات ، وأن لا يستغل العمل وحجة الوظيفة لعلاقات جانبية ، وارتباطات مشبوهة ، والله تعالى رقيب ، ولا تخفى عليه خافية ، وأن أعظم النار من مستصغر الشرر ، وقد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة ، وعندها لا ينفع الندم ، ويقال : ولات حين مندم ، كما يجب الحذر من لعب الشباب بعواطف الفتيات اللاتي يغرن الثناء فتقع الفتاة في المصيدة ، وتصدق الكلام المعسول ، وقد يجرها ذلك إلى دفع الأموال ، وكشف الأسرار والصور إلى أن تكشف الحقيقة بعد فوات الآوان ، ولا ينفعها عض الأصابع ولا اللجوء إلى الأهل ولا القضاء ، والدين النصيحة ، والله من وراء القصد والله تعالى أعلم |
تاريخ النشر بالميلادي | 2019/01/18 |