حكم الجماع في الأيام الأخيرة من الحيض ؟وما كفارته إن حصل ؟

بسم الله ،والحمدلله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،أما بعد :

* اتَّفَقَ الفقهاء عَلَى حُرْمَةِ وَطْءِ الْحَائِضِ فِي الْفَرْجِ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :

 ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ الله ﴾

وَلمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَال ‏فِي شَأْنِ الاِسْتِمْتَاعِ بِالْحُيَّضِ : «اصْنَعُوا كُل شَيْءٍ إِلاَّ النِّكَاحَ ».

* فإذا وقع الجماع من عامدٍ مختارٍ عالمٍ بالتحريم، فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، والواجب عليه التوبة إلى الله، والإنابة إليه والندم على ما مضى منه، والعزم ألّا يعود إلى ذلك. 

* إما إن وقع الجماع خطأً في فترة الحيض؛ كأن يغلب على ظنّ الزوجة أنها قد طهرت، والحقيقة أنها ليست كذلك، فلا إثم ؛لقولهﷺ : «إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».

* وفي وجوب الكفّارة بجماع الحائض، خلاف بين العلماء:

• فلاَ كَفَّارَةَ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ .‏

• واسْتَحَبَّ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ إِنْ كَانَ الْجِمَاعُ فِي أَوَّل ‏الْحَيْضِ،(أي مايعدل وزن 4,25 غ من الذهب) ، وَبِنِصْفِهِ إِنْ كَانَ فِي آخِرِهِ ، أو وَسَطِهِ عند الْحَنَفِيَّةُ.

• وأَوْجَبَ الْحَنَابِلَةُ نِصْفَ دِينَارٍ ذَهَبًا كَفَّارَةً فِي وَطْءِ الْحَائِضِ، حتى ولو كان الوطء من ناسٍ أوجاهلٍ للحيض أو للتحريم.

* والمرأة إن مكنت زوجها من وطئها مع علمها بوجود الحيض، فهي آثمة، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مما أقدمت عليه، ولا يلزمها غير التوبة عند الجمهور، وأما عند الحنابلة في الرواية المعتمدة : فيلزمها مع ذلك الكفارة، 

 وعلَّلوا ذلك: بأن الجنايةَ واحدةٌ، فكما أنَّ عليه أن لا يقربها، فعليها أن لا تمكِّنه، فإِذا مكَّنته فهي راضيةٌ بهذا الفعل المحرَّم فلزمتها الكفَّارة.

- أمّا إن كانت مكرهة فلا إثم عليها.

والله تعالى أعلم.