الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - اللباس والزينة
رقم الفتوى 10467
نص السؤال مختصر

حكم تشقير شعر الوجه للمرأة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :

❀ أجاز الإسلام للمرأة التزيّن بما شاءت من الزينة، بشرط ألاّ تظهر  للرجال الأجانب،أي غير محارمها. 

و يُعتبر التشقير للنساء نوعاً من أنواع الزينة.

❀ حكم التشقير:

* إنّ التشقير بصبغ جميع شعر الوجه أو بعضه بلونٍ غير لونه الأصلي أمرٌ جائز ؛ إذ أنّه لا يخرج عن كونه صبغاً لشعر الوجه لا أكثر، ولا يوجد في الشريعة ما يُشير إلى حرمة ذلك.* أما تشقير الحاجبين و صبغ طَرَفَيِهما فقط، أي الطرف الأعلى والطرف الأسفل بما يوافق لون بشرة الجسم، حتى يظهر الحاجب ويبين وكأنّه دقيقٌ رقيق، فيصبح طرفا الحاجب المصبوغان غير ظاهرَيْنِ، أمرٌ فيه خلاف عند السادة العلماء المعاصرين ، إذ لم يأتِ له نصٌ في الشريعة الإسلامية؛ لحداثة عهده بين الناس.

واختلافهم على قولين:

القول الأول: التشقير بهذه الصورة محرمٌ ، واستدلوا على ذلك بما يلي:

 - أنّه يُشبه النمص المُحرَّم شرعاً،حيث أنّ علة التحريم في النمص إنّما هي التغيير الذي يحصل على المرأة بنتف الشعر طلباً للجمال، فيكون التشقير طلباً للجمال مُحرماً قياساً على النمص.

- أنّ التشقير فيه تشبه بالفاسقات من النامصات، وقد نهت الشريعة الإسلامية عن التشبه بأهل الفسق وحذرت من ذلك . 

القول الثاني : التشقير للحاجبين جائزٌ شرعاً ولا حُرمة فيه (بشروط) وهي :

* ألّا يكون في فعله طلب لشهرة، كأن تصبغ المرأة حاجبها بلون لم يعتد الناس عليه في ذلك.

* وألّا يكون في فعله قصد تشبّه بالكفّار والفسّاق.

* ألّا يكون الصبغ باللون الأسود.

* ألّا يكون فيه تدليس على الخاطب، وذلك لأنّ الخاطب لا بدّ أن يرى المرأة على هيئتها الطبيعيّة.

* ألا تظهره أمام الرجال الإجانب.

واستدلوا على جوازه بما يلي:

 - أنّ التشقير لا يؤثر في خلقة الله ولا يغيرها، بل هي باقية على طبيعتها فلا تتأثر بمجرد صبغ شيءٍ من الحاجب.

 - أنّ الشرع أجاز صبغ الشعر بغير الأسود، فيبقى الصبغ بغير الأسود على الأصل وهو الإباحة. 

- أنّ التحريم الذي جاء به النص خاصٌ بالنمص فقط، والتشقير لا يحدث فيه إزالة للشعر ، فلا يجوز القياس بالنمص في القول بحرمة التشقير .

 ❀ بما أنّ الحكم اختلف فيه العلماء فالأولى والأحوط تركه. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2019/01/07

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به