الفقه الإسلامي - قضايا فقهية معاصرة - مستجدات العصر - اجتماعية
رقم الفتوى 10396
نص السؤال مختصر

ما حكم وضع المرأة المحجبة لصورتها الشخصية على صفحات التواصل الاجتماعي باللباس الذي تظهر به للطريق العام ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر

بسم الله ، و الحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد : 

فإن وضع الفتاة لصورتها الشخصية على صفحات الفيس بوك أو المواقع الإلكترونية ( غير جائز ) ، وذلك لعدة أمور  :

١- لأن ذلك مناف للستر الذي أمرت به المرأة في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، قال الله عز وجل في حق أشرف النساء وأبعدهن عن الريبة ، نساء النبي ﷺ : (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ، فشرع الله سبحانه على نسائه ﷺ خاصةً وعلى نساء المؤمنين عامةً الحجاب، ووضع المرأة صورتها ليراها البر والفاجر في مثل هذه المواقع مما ينافي ويعارض شرعه سبحانه وتعالى في الحجاب والستر  .

٢- ولأن كل ذي لب يعلم أنّ مجمع الحسن والفتنة في المرأة هو وجهها ، وهو الذي يستشرف الرجال لمعرفته ، وبه يُقاس جمال المرأة من عدمه ، فنشر الصورة على الوجه المذكور فتح لباب فتنتها والفتنة بها.

٣- و لأن ذلك شر للمرأة ولمن يشاهدها ، فمن باب سد الذرائع أن يُمنَع ذلك، فكم سمعنا وقرأنا عن قصص مؤلمة بسبب ذلك ، فكم من طاهرة عفيفة وقعت في حبائل من لا يخافون الله من الفجرة الذين يغرونها بكلام معسول ووعود تطول ، حتى إذا قضوا منها حاجتهم قلبوا لها ظهر المجن. 

وكم من فاجر تلاعب بتلك الصور ودبلجها بوسائل حديثة ، فإذا وجه الشريفة يوضع على جسد فاجرة رخيصة ، ثم قام بابتزاز هذه الفتاة، فحينئذ تعض أصابع الندم بما جنت على نفسها ، ولكن ولات ساعة مندم .

لذا هناك فرق كبير بين أن يرى رجلٌ المرأة في الشارع رؤية عابرةً، وبين أن تكون صورتها متاحة له بأي وقت، مع إمكان احتفاظه بها.

فليس هناك أي ضرورة أو مبرر للمرأة في وضع صورها على الشبكة، بل إن شأن المرأة المسلمة الحياء والستر.

قال تعالى : { فجاءته إحداهما تمشي على استحياء } [سورة القصص]

فذكر الله حياءها تكريماً لها في قرآنٍ يُتلى إلى يوم القيامة .

فإن كان الحياء صفة ظاهرة حتى إنه ليظهر في المشي في الطريق العام و الأسواق و التي لامهرب من دخولها ، فمن باب أولى على وسائل التواصل .

و إن كثرت الفتيات اللواتي تضعن الصور و الفيديوهات الخاصة بهن ، فما ذلك إلا زيادة امتحان لغيرهن من الفتيات ، إما أن تستسلم لشهوتها و الضغط المحيط من حولها و تسقط ، و إما أن تجتازه و تمتاز بمكانة عند الله عز وجل .

قال صلى الله عليه وسلم : { وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ }. رواه أحمد .

نسأل الله المعونة و الثبات .

والله تعالى أعلم .

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/27

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به