الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - ما يلحق بالعبادات - اللباس والزينة
رقم الفتوى 10393
نص السؤال مختصر

حكم ارتداء بانطو يُغطي قسماً من الساق ، و الجوارب السميكة تُغطي ماتبقى ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، و الحمدلله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :

شروط وضوابط اللباس الشرعي للمرأة، هي:

1) أن يستر جميع العورة : وذهب جمهور الفقهاء إلى أن جسم المرأة كلَّه عورة بالنسبة للرجل الأجنبي عدا الوجه والكفين. 

2)  ألّا يشبه لباس الرجال ؛ لأنه

ﷺ (لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال).

3 ) ألّا يشبه لباس الكافرات.

 - عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما أن النبي ﷺ  رأى عليه ثوبين معصفرين فقال له : « إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها »

* وثياب الكفار التي يحرم على المسلمين لبسها هي ما يختص بلبسه الكفار والكافرات ،فلا يلبسها غيرهم.

* أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار 

 كالبنطلون للرجل والبدلة ونحوهما ، فإن لبسه لا يعد تشبهاً (إلا) أن يكون محرماً من جهة أخرى، كأن يكون غير ساتر للعورة، أو خاصّاً بمعتقدهم الديني .

4) ألّا يكون اللباس بحدِّ ذاته زينةً ، يلفت أنظار الرّجال إليه، كاللباس المزركش والملوّن بألوانٍ فاقعةٍ حمراء وصفراء وما إلى ذلك.

قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.

* وقد يظن البعض أنَّ من شروط اللباس الإسلامي للمرأة أن يكون أسود اللون، وهذا غير صحيح، إذ لم يرد في هذا آية قرآنية أو حديث صحيح.

فيجوز للمرأة أن تلبس ما تشاء من الألوان، شريطة ألّا تكون هذه الألوان زينة بحد ذاتها، فيشترط فيها أن تكون رزينةً، لا صخب فيها ولا هياج.

* وتحديدُ هذا الأمر متروكٌ للأعراف الاجتماعية، فما قد يكون زينةً في زمانٍ ومكانٍ، قد لا يكون كذلك في زمانٍ آخر ومكانٍ آخر.

5)أن يكون سميكاً (لا يشفُّ).

6) أن يكون فضفاضاً عريضاً.

أي : لا يجسِّد البدن ولا يُظهر حجمه، فلا يجوز أن تلبس المرأة لباساً ضيقاً، يصف حجم وركها أو خصرها أو ما شابه ذلك من الملابس التي تبرز المحاسن والمفاتن أكثر مما تخفيها، فكل هذا ليس لباساً إسلامياً.

فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كساني رسول الله ﷺ قبطيّة كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله ﷺ: «ما لك لم تلبس القبطيّة؟» قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي. 

فقال رسول الله ﷺ : « مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها» ، والغِلالة الثوب الذي يُلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد .

وعليه أختي السائلة فإنّ ارتداء الملابس القصيرة التي تغطي الركبتين وتظهر قسماً كبيراً من الساقين أمام الرجال الأجانب هي: (محرمة).

* وما تفعله بعض النساء اليوم من ارتداء مانطو قصير يغطي الركبتين ويظهر ثلاثة أرباع الساق، وتظن نفسها أنها تلبس لباساً إسلامياً، لأنّها ترتدي جوارب سميكة، فهو ليس لباساً إسلامياً؛ لأنّ الجوارب السميكة تُظهر حجم الساق، وهذا مخالف لشرط اللباس الساتر في أن يكون فضفاضاً عريضاً لايصف الجسم.

لذا ؛ فإنّ الواجب على المرأة أن ترتدي لباساً طويلاً يغطي كامل الساقين، ثم ترتدي الجوارب تحت اللباس الطويل لتغطي ما قد يظهر من قدميها أثناء الحركة.

 ونسأل الله أن لانكون ممن قال عنهم النّبي ﷺ : «صنفان من أهل النار لم أرهما» ، وذكر: « نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ».

كالتي تلبس القصير، أو الضيق، أو الشفاف الذي تُرى من ورائه البشرة هي ، كاسية من حيث إنّ عليها كسوة، وعارية من حيث إنّ الكسوة لم تفدها شيئاً.

ولاشك أن الأمر يزداد صعوبة في تطبيق اللباس الإسلامي الذي يُرضي الله تعالى و خاصة في كثرة النساء غير الملتزمات من حولنا ، ولكن مما لاشك فيه أن رضى الله لايُنال بالتمني ، إنما بالفعل و التسليم لأمره  ، و يُساعد على تطبيق ما سبق ، الصحبة الصالحة و لزوم مجلس علم أسبوعي ، و ورد يومي من ذكر الله و إن قل .   

نسأل الله المعونة و الثبات .

والله تعالى أعلم

تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/25

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به