الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - ما يتعلق بالوالدين و الأرحام و عامة الناس
رقم الفتوى 10391
نص السؤال مختصر

حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن ترك المعروف و أتى المنكر ؟

نص السؤال الكامل

لدي سؤال في اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو هل يجب أن أكون ممتثلا بفعل المعروف وممتثلا بترك المنكر حتى ءأمر الناس وأنهاهم ، وأيضا إذا كان كذلك فأنا أكشف أعمالي الصالحة للناس فمثلا لو طبقت قيام الليل ثم أمرت الناس بقيام الليل ألا أكون قد كشفت عن عملي ، ونفس الشيء عند النهي.

الجواب مختصر

بسم الله ،والحمدلله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وأما بعد :

١/ لا شك أن الأكمل والأولى بحق من يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر أن يكون ملتزماً بما يأمر به، منتهياً عما ينهى عنه.

٢/ الذي عليه عامة العلماء من السلف والخلف : أنه لا يشترط فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر : أن يكون عدلاً في نفسه غير مرتكب لشيءٍ من المنكرات أو المعاصي ؛ لأن في هذا الشرط سداً لباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمن ذا الذي يسلم من المعاصي والذنوب ؟!.

قال النووي رحمه الله : " قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَلَا يُشْتَرَطُ فِي الْآمِرِ وَالنَّاهِي أَنْ يَكُونَ كَامِلَ الْحَالِ ، مُمْتَثِلًا مَا يَأْمُرُ بِهِ ، مُجْتَنِبًا مَا يَنْهَى عَنْهُ ، بَلْ عَلَيْهِ الْأَمْرُ وَإِنْ كَانَ مُخِلًّا بِمَا يَأْمُرُ بِهِ ، وَالنَّهْيُ وَإِنْ كَانَ مُتَلَبِّسًا بِمَا يَنْهَى عَنْهُ .

فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ شَيْئَانِ : أَنْ يَأْمُرَ نَفْسَهُ وَيَنْهَاهَا ، وَيَأْمُرَ غَيْرَهُ وَيَنْهَاهُ ، فَإِذَا أَخَلَّ بِأَحَدِهِمَا ، كَيْفَ يُبَاحُ لَهُ الْإِخْلَالُ بِالْآخَرِ؟! "  

٣/ ما ورد من النصوص الشرعية التي تذم من يأمر بمعروف ولا يفعله كقوله تعالى:( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) فالذم فيها لترك فعل المعروف وليس للأمر بالمعروف

٤/ نوصي السائل الكريم وغيره أن يأمروا بالمعروف وأن ينهوا عن المنكر وأن يحملوا أنفسهم على فعل المعروف وترك المنكر ما استطاعوا، فهذا من كمال الإيمان، ومما يجعل للكلمة مصداقية عند من يسمعها.

والله تعالى أعلم

الجواب الكامل
تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/25

المفتي


د. بلال نور الدّين

د. بلال نور الدّين

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به