الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الطهارة - الوضوء و الغسل
رقم الفتوى 10373
نص السؤال مختصر

هل لمس الرجل لزوجته ينقض الوضوء ؟

نص السؤال الكامل

ماحكم لمس الرجل لزوجته بدون شهوة هل ينقض الوضوء ؟ 

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأما بعد :

❀ ذهَبُ الحنفيَّة: إلى أنّ لمس الزوجة لا يَنْقُض الوُضوءَ، سواءٌ كان مسُّه إيَّاها بِشَهْوة أو بدونِها، إلا أنْ يُباشِرَ مُباشَرَةً شديدةً فيُمْذِي.

* دليلهم ماثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالتْ: فقدتُ رسولَ الله ﷺ ليلةً منَ الفِراش فالتَمَسْتُه فوقَعَتْ يَدِي على بَطْنِ قَدَمَيْهِ وهو في المَسْجِد وهُما مَنصوبتانِ، وهُو يقولُ: ( اللَّهُمَّ أعوذُ بِرِضاكَ من سَخَطِكَ، وبِمُعافاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأعوذُ بك منك، لا أحْصِي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيْتَ على نفسِك) ، وهو ظاهرٌ في أنَّه استمرَّ في صلاتِه على الرَّغم من مسِّ السيدة عائشةَ لقدَمَيْه الشَّريفتَيْنِ،  فلو كان ناقضاً للوضوء لنقلت لنا أنه ﷺ قطع صلاته.

وأيضًا فإن انْتِقاضُ الوُضوء باللَّمس مِمَّا تعُمُّ به البَلْوَى، فيحتاجُ إلى بيانٍ عامٍّ ، فلو كان ناقضًا لبيَّنه النَّبيُّ ﷺ.

❀ وذَهَبَ جُمهورُ الفُقهاء من المالكيَّة والشّافعيَّة والحنابلة:  إلى أنَّ لَمس بشرَتَيِ الرّجل والمرأة حدثٌ يَنْقُضُ الوضوءَ. 

* واشتَرَطَ المالكيَّة: أن يَكونَ المَسُّ مَصحوبًا بِلَذَّة، ولو لِظُفْر أو شعرٍ أو سنٍّ، ولو بِحائل خفيفٍ إنْ قَصَدَ اللَّذَّة أو وَجَدَها بِدُونِ القَصْدِ، وقالوا: إنَّ القُبْلَة ناقِضةٌ على كل حال ولا تُشتَرَطُ فيها اللَّذَّة.

* وذَهَبَ الشَّافعيَّة: إلى أنَّ لمس البشرة بدون حائل ينقضُ وضوءهما معاً ، واستَثْنَوُا الشعر والسنَّ والظفر ، ولَم يَشتَرِطُوا الشَّهوة.

* وقال الحنابلة: يَنْتَقِضُ وُضوءُ اللاَّمس لِشَهْوَةٍ من غَيْرِ حائل غير طفلة وطفلٍ، ولو كان الملموس ميّتًا أو عجوزًا أو مَحرَمًا أو صغيرةً تُشْتَهَى، ولا يُنقَض وضوءُ الملموسِ بدنه ولو وجدَ منه شهوة، واستثْنَوُا الشَّعر والظفر والسِّنَّ.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2018/12/19

المفتي


الأستاذة ربا حافظ

الأستاذة ربا حافظ

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به