حكم سفر الفتاة لوحدها من دون محرم من أجل الدراسة أو الحج أو العمرة ؟

هل يجوز سفر الفتاة بدون محرم من اجل الدراسة ؟

بسم الله ، والحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وأما بعد :

قال جمهور الفقهاء إنه يحرمُ على المرأةِ أن تُسافِرَ بمفردها، وأنه لابد من وُجُود محرَمٍ، أو زَوْجٍ معها؛ لِما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : ( لا يحِلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافرَ مسيرةَ يومٍ وليلةٍ إلا مع ذي محْرَمٍ).

وفيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ ﷺ قال: ( ولا تُسَافِر المرأةُ إلا مع ذي محرَمٍ) ، وهذا يَتَنَاوَلُ جميعَ ما يسمَّى سَفَراً.

و يجوز لها أن تسافر بلا محرَمٍ في حالات، منها :

-   السفر لأداء فريضة الحج ، و العمرة ، وهذا عند السادة الشافعية ، إذ العمرة عندهم واجبة مرة في العمر كالحج ، و فإن وجد الزوج أو المَحرم أو نسوة ثقات معروفات بالعفَّة و التدين لزمها الحج ، و أقل عدد النسوة اثنتان و هي الثالثة ، ولايُشترط أن تكون مع واحدة منهن محرم أو زوج ، و اشتراط العدد اثنتان هو شرط لوجوب الحج على المرأة ، لكن يجوز لها أن تخرج لأداء حجة الإسلام مع المرأة الثقة على الصحيح ، و أما حجة التطوع فيحرم عليها دون محرم أو زوج و إن وجدت النسوة الثقات .

- الهجرة من دار الحرب إلى دار السلام.

- الفرارَ من الأَسْرِ.

فيجوز في هذه الحالات أن تُسافر وإن لم يكن معها محرَمٌ.

وعليه؛ فيمكنك أختي الكريمة أن تطلبي من بعض محارمك كأبيك أو أحد إخوتك أو أعمامك أو أخوالك، وغيرهم من المحارم أن يصحبك حال السفر، ثم يرجع هو وتبقين أنت للدراسة.

 أما السفر بدون محرم فلا يجوز ولو كان بهدف الدراسة والتعلم .

 ونحن لانقلل من شأن الدراسة  ولا من أهميتها ، بل إنها من فروض الكفاية، وربما تتعين على البعض ، ولكنّ درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والسلامة لا يعدلها شيء ، وخاصة إذا كانت في الدين

وقد سُئل الدكتور محمد الزحيلي عن حكم سفر المرأة للدراسة في أميركا ؟

[ جائز مع مراعاة التزامها بدينها ومحافظتها على حجابها وصلاتها وبقية الأحكام والآداب الشرعية ،  وإن كانت غير ملتزمة بلباسها الشرعي ومقصرة بالصلاة والأحكام والآداب الشرعية فيحرم ، لأنها ستزداد انحرافاً في السفر والدراسة ، وهذه لها آلاف الأمثلة الآن في أمريكا وغيرها ، والله من وراء القصد ]. انتهى

وننصح السائلة الكريمة بتقوى الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وعدم السفر إلا إذا وجدت محرماً يسافر معها.

والله نسأل أن يحفظ نساء المسلمين، وأن يجنبهن الفتن والشرور. 

والله تعالى أعلم.