العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات |
|
---|---|
رقم الفتوى | 13176 |
نص السؤال مختصر | لم غير المسلمين حالهم في الدنيا أفضل من المسلم؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : فليس كل غير المسلمين حالهم أفضل من المسلمين، سواء نظرنا على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد. لتفاوت الحال أسباب عدة سياسية واجتماعية ودينية وغير ذلك، نكتفي منها بذكر الجانب الديني: وهو أن ما بهم من نعيم: - فإما ثوابا من الله لأعمال صالحة عملوها في الدنيا، قال تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها): نقل الطبري عن الضحاك [من عمل عملا صالحًا في غير تقوى ، يعني من أهل الشرك ، أعطي على ذلك أجرًا في الدنيا: يصل رحمًا، يعطي سائلا يرحم مضطرًّا ، في نحو هذا من أعمال البرّ ، يعجل الله له ثواب عمله في الدنيا، ويُوسِّع عليه في المعيشة والرزق، ويقرُّ عينه فيما خَوَّله، ويدفع عنه من مكاره الدنيا ، في نحو هذا، وليس له في الآخرة من نصيب]. إذ منهم من يقري الضيف ويرحم الضعيف وينصر المظلوم ويؤوي المشرد وغير ذلك من أعمال البر. - وإما فتنة لهم، قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه : 131] فحينئذ إن لم يشكر غير المسلم نعم ربه عليه ولم يؤمن به فستكون نعم الدنيا هذه نقمة عليه في الآخرة، لأنه سيُحاسب على عدم إيمانه وعلى عدم شكرها، وإن أنقذ نفسه من هذه الفتنة فأسلم وشكر ربه على ما أنعمه عليه فقد صارت هذه النعم لمسلم. بالإضافة إلى أن تحصيل نعم الدنيا له أسباب، كالعمل لتحصيل الرزق، فإن عمل غير المسلم بجد فقد استحق المال والنعيم الدنيوي، وإن فرّط المسلم بذلك فقد استحق الفقر. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2023/07/08 |