الفقه الإسلامي - ما يخص الفقه و أصوله - ما يخص الفقه - الحظر و الإباحة |
|
---|---|
رقم الفتوى | 13061 |
نص السؤال مختصر | هل كان الرجال والنساء يجتمعون معاً في مجلس رسول الله ﷺ في المسجد ؟ |
الجواب الكامل | بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد : لم تكن النساء في عهد النبي ﷺ يجتمعن مع الرجال في مكان واحد في المسجد بصورة متقاربة ، بل كان يريد لهن الصيانة ويخشى عليهن من الاختلاط بالرجال. وهناك إجراءات وتدابير اتخذها النبي ﷺ لكي يقلل من الاختلاط إلى أدنى قدر ممكن، فمن ذلك : 1- جعل صفوف النساء في مؤخرة المسجد، وصفوف الرجال في أول المسجد، وشر صفوف الرجال آخرها؛ لأنها أقرب إلى النساء، وشر صفوف النساء أولها؛ لأنها أقرب إلى الرجال روى مسلم:عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: {خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها}. 2- وكان النبي ﷺ يمكث في مكانه بعد السلام من الصلاة ويمكث الرجال حتى ينصرف النساء، ولا يقوم النبي ﷺ من مكانه إلا وقد خرجت النساء من المسجد ، روى البخاري عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله ﷺ إذا سلّم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيراً قبل أن يقوم"، قال الزهري: "فأرى -والله أعلم- أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم" يعني الرجال. وعن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: "كان يسلِّم فينصرف النساء، فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله ﷺ" رواه البخاري. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري تعليقاً على الحديث السابق : [وفي الحديث مراعاة الإمامة لأحوال المأمومين، والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إليه الأمر من محذور، وفيه اجتناب مواضع التهم، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات، فضلاً عن البيوت]. 3- حدّد النبي صلى الله عليه وسلم باباً خاصاً للنساء، لا يخرج منه الرجال، ولا يدخلون منه. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: {لو تركنا هذا الباب للنساء} قال نافع مولى ابن عمر: "فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات " رواه أبو داود. أما لأجل التعليم فقد خصص النبي ﷺ للنساء يوما يلتقي بهن بعيدًا عن الرجال، يحدِّثهن ويعظهن، ويبيِّن لهن أمور الدين وأحكامه وكل ما يتعلق بشؤونهن ، روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه جاءت امرأة إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: {اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا}، فاجتمعن فأتاهنَّ رسول الله ﷺ فعلمهن مما علمه الله. ثم قال: {ما منكنَّ امرأة تقدم بين يديها من ولَدها ثلاثة إلا كان لها حجاباً من النار}. فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنين؟ قال : فأعادتها مرتين، ثم قال: {واثنين، واثنين، واثنين}. والله تعالى أعلم. |
تاريخ النشر بالميلادي | 2022/06/15 |