أعمل طبيبة أسنان في وقت يكون فيه أولادي في المدرسة، وحين عودتهم أحفظهم كتاب الله لأني مجازة بفضل الله، وعملي يغيبني عن مجالس العلم، علماً أني لست مضطرة للعمل فما نصيحتكم ؟ هل أترك العمل؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

فالحمدلله على أمثالك في هذه الأيام التي قل فيها وجود امرأة تهتم لأمر دينها ودنياها وأسرتها. 

ما نقترحه عليك باختصار :

- المحافظة على عملك طالما لا يضر بدينك {أي لا يوقعك في المحرمات} ولا بأسرتك {أي لا يؤدي إلى ضياع حقوقهم} لأمرين :

الأول، لأننا نريد أهل الصلاح في الأسواق التجارية، لأنه يؤدي إلى تحكيم الشرع فيها، وهذا يستلزم منك تعلم أحكام مهنتك، ما يجوز فيها وما يحرم.

الثاني، لأنه يدر عليك مالاً، فإن كان حالكم بحاجة = كنت المعين في تحسين معيشتكم، وإن كنتم بغنى عن العمل = ساهمت في خدمة المسلمين والمشاريع التي تعود عليهم بخير، وأبواب الخير كثيرة جداً، قال صلى الله عليه وسلم : نعم المال الصالح للمرء الصالح. 

- تعلم العلوم الشرعية تعلماً أكاديمياً، وهذا ممكن من خلال التسجيل في الجامعات الشرعية مع تقديم طلب تخفيض الدوام، والاستغناء عن يوم عمل في العيادة أو يومين مثلا، أو عبر التسجيل في أحد المعاهد أو الأكاديميات أو الجامعات الشرعية عبر الانترنت {بعضها مجاناً، وأفضلها المأجور}.

- تعليم القرآن لغير أولادك عبر الانترنت ولو لساعتين في الأسبوع كله، وهذا يساعد في تمكين حفظك ويعد صدقة جارية عنك.

ويعينك على هذه الضغوطات الاستعانة بالله والتوكل عليه، والإكثار من ذكر الله، والدعاء، والخلو بالنفس يومياً برهة من الزمن.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

والله تعالى أعلم.