الفقه الإسلامي - العبادات و ما يلحق بها - الحج و العمرة - الحج
رقم الفتوى 10030
نص السؤال مختصر

هل يسقط الحج عن القادرة عليه إن لم يأذن لها زوجها ؟

نص السؤال الكامل

قال الشافعية في الأصح عندهم إلى أنه لا بد من إذن الزوج في حج المرأة فرضاً أو نفلاً، فإذا استطاعت المرأة مالياً وبدنياً للحج ولم تحج لأن زوجها  لم يأذن لها ، ثم ماتت ، فهل تُعتبر عاجزة أو قادرة على الحج ؟ أي يجب أو يُسن أن يحج عنها إذا تركت مالاً كافياً للحج عنها ؟ هل هناك فرق في المسألة بين المنع قبل السفر للحج أو بعد الإحرام به ؟ ثم هل هنالك فرق بين الفرض والنفل إذا ماتت المرأة ؟ أفتونا مأجورين وشكراً .

الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله ، والحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله  ، وبعد :

1 – فإن حج الزوجة متوقف على إذن الزوج ، وهذا أحد شروط الاستطاعة في حج الزوجة مع القدرة المالية، وأمان الطريق ، والاستطاعة الجسدية ، والمحرم أو الرفقة الصالحة  ، فإن منعها الزوج فيؤجل الحج حتى يأذن الزوج في المستقبل . 

2 – لا فرق في شرط الإذن بين حج الفرض وحج النفل . 

3 – إذا ماتت المرأة القادرة مالياً  قبل أن تحج لعدم إذن الزوج ، فيجب أن يُرسل شخص ليحج عنها من مالها ، لأنها قادرة مالياً ولا يسقط عنها الحج كالرجل الغني الذي مات ولم يحج  لأي سبب كان ، وهي  قد تركت مالاً كافياً  للحج ، فيجب أن يُؤخذ من التركة قبل أن توزعها على الورثة ، لأن الحج حق لله تعالى على الغني ، وصار ديناً ، فيقدم على الورثة وحق العباد .

4 – لا فرق في االمسألة بين المنع قبل السفر ، والمنع بعد الإحرام وقبل الشروع في أعمال الحج ، ولكني أرجح الفرق هنا، فله الإذن والمنع قبل الإحرام وبعده، أما إن أذن لها وأحرمت فلا يحق له الرجوع عن ذلك ، لإن الإحرام شروع بالحج ، وإن فك الإحرام يترتب على ضرر مالي ونفسي على الزوجة ، ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام ، ولأن الإذن بمثابة عهد وشرط ، ويجب الوفاء بالعهود والشروط ، وعلى الزوج أن لا يتراجع عن عهده وشرطه ، وعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك .

5 – إذا ماتت الزوجة قبل الحج بسبب عدم الإذن أو غيره فيفرق بين الفرض والنفل، فيجب عليها حجة البدل في الفرض ، أماالنفل فلا يجب في مالها وتركتها حجة بدل للنفل إلا إذا أوصت بذلك ، وعندها يصبح الأمر تنفيذاً للوصية  وواجباً .

وننصح الأزواج ألا يتعنتوا بالموافقة وإعطاء الإذن للزوجة بالحج إذا لم يكن هناك سبب وجيه وجدي وحقيقي للمنع ، والله ولي التوفيق .

والله أعلم

تاريخ النشر بالميلادي 2018/11/03

المفتي


الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزُحَيلي

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به