الفقه الإسلامي - المعاملات المالية - متفرقات - الوقف و القرض و الهبة
رقم الفتوى 12827
نص السؤال مختصر

تقف امرأة على باب مصلى النساء تمنع الأطفال من دخول المسجد فما حكم فعلها ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

الأصل جواز اصطحاب الأطفال المميزين إلى المسجد لتعويدهم على الصلاة، وتنشئتهم على حب هذه الأجواء الإيمانية التي يجتمع المسلمون فيها لعبادة الله تعالى، حتى يكون ذلك مكونًا من مكونات شخصيتهم بعد ذلك، وذلك مع الحرص على تعليمهم الأدب، ونهيهم عن التشويش على المصلين أو العبث في المسجد، على أن يكون ذلك برفق ورحمة، وأن يُتَعامَل مع الطفل بمنتهى الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب له، فإن ردود الأفعال العنيفة التي قد يلقاها الطفل من بعض المصلين ربما تُوَلِّد عنده صدمةً أو خوفاً ورعباً من هذا المكان، ودليل الجواز ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بِنْتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري معلقاً على هذا الحديث : [واستُدِلَّ به على جواز إدخال الصبيان في المساجد ].

ولكن استثنى العلماء من ذلك الأطفال غير المميزين وكذلك من كان لا ينتهي من الأطفال المميزين عن التشويش على المصلين إذا نُهِيَ عنه، فبينوا مشروعية منعهم من دخول المساجد، على أن يكون ذلك المنع بالرفق والرحمة. 

قال الإمام الأُبِّي الأزهري المالكي في جواهر الإكليل شرح مختصر خليل : [(و) جاز (إحضار صبي به لا يعبث ويكف) عن العبث (إذا نهي) عنه، فإن كان شأنه العبث أو عدم الكف فلا يجوز إحضاره به].

وإذا تبرعت امرأة في مصلى النساء بالإشراف على تنظيم دخول الأطفال المسجد بهذه الضوابط الشرعية فلا مانع من ذلك.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/04/29

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به