سمعت بمن يقول أن هناك رأياً فقهياً ينص أن عورة الرجل هي من السرة إلى انتهاء منطقة القبل، فما وجه صحة هذا الرأي؟ وهل هناك حديث يوضّح مكان العورة عند الرجل خارج الصلاة وداخلها؟

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

1- عورة الرّجل في الصّلاة وخارجها ما بين السّرّة والرّكبة عند الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة ، واستدلوا على ذلك بهذه الأحاديث :

- ما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ ، وَلا تَنْظُرَنَّ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ}.

- ما رواه أحمد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ ، وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ ، فَقَالَ : {يَا مَعْمَرُ ، غَطِّ فَخِذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ}. 

- وما رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن جَرْهَدٍ الأسلمي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ، فَقَالَ : {أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ ؟}.

- ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {الْفَخِذُ عَوْرَةٌ}. 

وهذه الأحاديث قد صحح بعضها الحاكم ووافقه الذهبي، وحسن بعضها الترمذي، وعلقها البخاري في صحيحه، ومجموع هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، فترتقي بها إلى درجة الصحيح. 

2- السادة المالكية فرقوا في حكم بطلان الصلاة عند كشف العورة المغلظة والمخففة فقالوا :

العورة بالنسبة للصلاة تنقسم أيضاً إلى قسمين : مغلظة ومخففة. 

أ- عورة الرجل المغلظة بالنسبة للصلاة فهي السوأتان {أي الذكر والأنثيان من المقدم وما بين الاليتين من المؤخر}. 

ب- عورة الرجل المخففة فهي ما بين السرة والركبة.  

فكلا العورتين المغلظة والمخففة يجب سترها، والفرق بينهما أن الصلاة تعاد أبداً لكشف المغلظة، أي الصلاة باطلة إن ظهر شيء منها. 

وتعاد في الوقت فقط لكشف المخففة أي الصلاة صحيحة إن ظهر شيء منها ويستحب إعادتها في الوقت.

والله تعالى أعلم.