العقيدة الإسلامية - العقيدة - الإيمان و التوحيد - الشبهات والاستشكالات
رقم الفتوى 12799
نص السؤال مختصر

ما صحة الحديث الذي يفرق بين بول الرضيع وبول الرضيعة في التطهير من النجاسة ؟ وما المقصود بلفظ الجارية المطلق على الطفلة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

الأحاديث الواردة في التفريق بين بول الطفل الرضيع إذا وقع على مكان ما بالاكتفاء بنضح الماء عليه، وغسل المكان إذا وقع عليه بول الطفلة الرضيعة = أحاديث صحيحة، من ذلك :

1- عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بنْتِ مِحْصَنٍ، أنَّهَا أتَتْ بابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، {فأجْلَسَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجْرِهِ، فَبَالَ علَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بمَاءٍ، فَنَضَحَهُ ولَمْ يَغْسِلْهُ} رواه البخاريّ ومسلم وأبو داود وأحمد.

2- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: {بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل} رواه الإمام أحمد, وقال الترمذي حديث حسن, وصححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين .

3- وعن أم الفضل قالت : بال الحسين بن عليّ في حجر النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّـه أعطني ثوبك والبس ثوباً غيره حتى أغسله ، فقال : {إنمـا ينضح من بول الذكر ، ويغسل من بول الأنثى} رواه أحمد وأبو داود وقال الحاكم : هو صحيح.

وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث الصحيحة جمهور العلماء من أهل الحديث والفقهاء ؛ لكن بشرط أنه طفل يرضع لم يأكل الطعـام. 

والمسلم يقرُّ بهذه الأحاديث الصحيحة ويسلّم بما جاء فيها لأنه يؤمن يقيناً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا إلا بوحي من الله تعالى ، ولا شك ان هناك حكمة سواء ظهرت لنا الحكمة أو لم تظهر .

وقد ذكر العلماء في توجيه التخفيف بالنسبة لتطهير بول الغلام ووجوب الغسل في بول الجارية عدة توجيهات: 

أحدها أن بول الغلام لا ينزل في مكان واحد بل ينزل متفرقاً هاهنا وهاهنا فيشق غسل ما أصابه منه كله بخلاف بول الجارية. 

الثاني: كثرة حمل الرجال والنساء للغلام لأن تعلق النفوس به أكثر من تعلقها بالجارية فتعم البلوى ببوله فيشق غسله. 

الثالث: أن بول الأنثى أنتن من بول الذكر وسبب ذلك حرارة الذكر ورطوبة الأنثى فالحرارة تخفف من نتن البول.

ثانياً، الجارية في اللغة العربية لها معان متعددة :

قال في القاموس ولسان العرب : [الجارِيةُ: فَتِيَّةُ النِّساءِ

ج: جَوارٍ] أي الأنثى الصغيرة من النساء. 

وسميت بذلك لأنها لا زالت في فتوتها ونشاطها،

وكذلك جاء هذا في احاديث أخرى حيث أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الأنثى الصغيرة لفظ الجارية :

 قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {فِي العَقِيقَةِ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مِثْلَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ} أخرجه أبو داود ، والنسائي وأحمد.

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/03/30

المفتي


د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

د. خلدون عبد العزيز مخلوطة

السيرة الذاتية
المحتوى الخاص به