الفقه الإسلامي - الآداب و الأخلاق و الرقائق - الآداب - أحكام اللسان
رقم الفتوى 12736
نص السؤال مختصر

هل يعد ذكر الزوجة سوء خلق زوجها لبناتها غيبة ؟

نص السؤال الكامل
الجواب مختصر
الجواب الكامل

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :

أولاً، سوء الخلق ظلم.

ثانياً، للمظلوم شكاية ظلم الظالم إن كان مظلوماً حقاً . فكم ممن اشتكى الظُلم وهو من الظالمين، قال تعالى : {۞ لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء : 148]، قال ابن عاشور في تفسيره : وقد دلَّت الآية على الإذن للمظلوم في جميع أنواع الجهر بالسوء من القول ، وهو مخصوص بما لا يتجاوز حدّ التظلّم فيما بينه وبين ظالمه ، أو شكاية ظلمه : أن يقول له : ظلمتني ، أو أنت ظالم؛ وأن يقول للناس : إنَّه ظالم . ومن ذلك الدعاءُ على الظالم جهراً لأنّ الدعاء عليه إعلان بظلمه وإحالته على عدل الله تعالى ، ونظير هذا المعنى كثير في القرآن ، وذلك مَخصوص بما لا يؤدّي إلى القذف ، فإنّ دلائل النهي عن القذف وصيانة النفس من أن تتعرّض لِحدّ القذف أو تعزيز الغيبة ، قائمة في الشريعة . فهذا الاستثناء مفيد إباحة الجهر بالسوء من القول من جانب المظلوم في جانب ظالمه؛ ومنه ما في الحديث " مَطْلُ الغنيّ ظلم " أي فللمماطَل عليه أن يقول : فلان مماطِل وظالم . وفي الحديث " لَيُّ الواجد يحلّ عرضه وعقوبته "] انتهى.

ومعنى الحديث الأخير : [إذا مطل الغني عن قضاء دينه يحل للدائن أن يغلظ القول عليه ويشدد في هتك عرضه وحرمته] انتهى من عون المعبود.

ثالثاً، في حالة كون الظالم هو الزوج، فمن الخطأ ذكر ذلك لأولاده وإن كان جائزاً، إذ فعل ذلك يجعل في قلوبهم شيئاً على والدهم ويسقطه من أعينهم، فمن كانت تحرص على علاقة أفراد أسرتها بين بعضهم البعض فلتصبر ولتحتسب، قال تعالى : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155]. 

والله تعالى أعلم.

تاريخ النشر بالميلادي 2021/01/03

المفتي


قسم الإفتاء

قسم الإفتاء

المحتوى الخاص به